الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً } * { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } * { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } * { قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً }

{ وقل لعبادي } المؤمنين: { يقولوا التي هي أحسن } نزلت حين شكا أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إليه أذى المشركين، واستأذنوه في قتالهم، فقيل له: قل لهم: يقولوا للكفَّار الكلمة التي هي أحسن، وهو أن يقولوا: يهديكم الله. { إن الشيطان } هو الذي يفسد بينهم.

{ ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم } يُوفِّقكم فتؤمنوا { أو إن يشأ يعذبكم } بأن يميتكم على الكفر { وما أرسلناك عليهم وكيلاً } ما وكل إليك إيمانهم، فليس عليك إلاَّ التَّبليغ.

{ وربك أعلم بمَنْ في السموات والأرض } لأنَّه هو خالقهم { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } عن علمٍ بشأنهم، ومعنى تفضيل بعضهم على بعض: تخصصٌ كلِّ واحد منهم بفضيلة دون الآخر { وآتينا داود زبوراً } أَيْ: فلا تنكروا تفضيل محمد عليه السَّلام، وإعطاءه القرآن، فقد جرت سنَّتنا بهذا في النَّبيين.

{ قل ادعوا الذين زعمتم... } الآية. ابتلى الله سبحانه قريشاً بالقحط سنين، فشكوا ذلك إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: { قل ادعو الذين زعمتم } ادَّعيتم أنَّهم آلهةٌ { من دونه } ثمَّ أخبر عن الآلهة فقال: { فلا يملكون كشف الضر } يعني: البؤس والشِّدة { عنكم ولا تحويلاً } من السَّقم والفقر إلى الصَّحة والغنى.