الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } * { وَقَالُوۤاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } * { قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً } * { أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً } * { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً }

{ انظر كيف ضربوا لك الأمثال } بَيَّنوا لك الأشباه حين شبَّهوك بالسَّاحر والكاهن والشَّاعر { فضلوا } بذلك عن طريق الحقِّ { فلا يستطعيون سبيلاً } مخرجاً.

{ وقالوا أإذا كنا عظاماً } بعد الموت { ورفاتاً } وتراباً، أَنُبعث ونخلق خلقاً جديداً؟

{ قل كونوا حجارة أو حديداً... } الآية. معناها يقول: قدِّروا أنَّكم لو خُلقتم من حجارةٍ أو حديدٍ، أو كنتم الموت الذي هو أكبر الأشياء في صدوركم لأماتكم الله، ثمَّ أحياكم؛ لأنَّ القدرة التي بها أنشأكم بها يُعيدكم، وهذا معنى قوله: { فسيقولون من يُعيدنا قل الذي فطركم } خلقكم { أول مرَّة فسينغضون إليك رؤوسهم } يُحرِّكونها تكذيباً لهذا القول { ويقولون متى هو }؟ أَي: الإِعادة والبعث { قل عسى أن يكون قريباً } يعني: هو قريب.

{ يوم يدعوكم } بالنداء الذي يُسمعكم، وهو النَّفخة الأخيرة { فتستجيبون } تجيبون { بحمده } وهو أنَّهم يخرجون من القبور يقولون: سبحانك وبحمدك، حمدوا حين لا ينفعهم الحمد { وتظنون إن لبثتم إلاَّ قليلاً } استقصروا مدَّة لبثهم في الدُّنيا، أو في البرزخ مع ما يعلمون من طول لبثهم في الآخرة.