الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً } * { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً }

{ تسبح له السموات.. } الآية. المراد بالتَّسبيح في هذه الآية الدَّلالة على أنَّ الله سبحانه خالقٌ حكيمٌ مبرَّأٌ من الأسواء، والمخلوقون والمخلوقاتُ كلُّها تدلُّ على هذا وقوله: { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } مخاطبة للكفَّار؛ لأنَّهم لا يستدلُّون ولا يعتبرون.

{ وإذا قرأت القرآن... } الاية. نزلت في قومٍ كانوا يُؤذون النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن، فحجبه الله تعالى عن أعينهم عند قراءة القرآن، حتى كانوا يمرُّون به ولا يرونه. وقوله: { مستوراً } معناه: ساتراً.

{ وجعلنا على قلوبهم أكنة } سبق تفسيره في سورة الأنعام. { وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده } قلت: لا إله إلاَّ الله وأنت تتلو القرآن { ولوا على أدبارهم نفوراً } أعرضوا عنك نافرين.

{ نحن أعلم بما يستمعون به } نزلت حين دعا عليٌّ رضي الله عنه أشراف قريش إلى طعام اتَّخذه لهم، ودخل عليهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليهم القرآن، ودعاهم إلى الله سبحانه، وهم يقولون فيما بينهم متناجين: هو ساحرٌ، وهو مسحورٌ، فأنزل الله تعالى: { نحن أعلم بما يستمعون به } أَيْ: يستمعونه. أخبر الله سبحانه أنَّه عالمٌ بتلك الحال، وبذلك الذي كان يستمعونه { إذ يستمعون } إلى الرَّسول { وإذ هم نجوى } يتناجون بينهم بالتَّكذيب والاستهزاء { إذ يقول الظالمون } المشركون: { إن تتبعون } ما تتبعون { إلاَّ رجلاً مسحوراً } مخدوعاً أن اتَّبعتموه.