الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } * { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } * { وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } * { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }

{ ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلاَّ بالحق } بكفرٍ بعد إسلام، أو زنا بعد إحصانٍ، أو قتل نفسٍ بتعمُّدٍ { ومَنْ قتل مظلوماً } أَيْ: بغير إحدى هذه الخصال { فقد جعلنا لوليه } وارثه { سلطاناً } حجَّةً في قتل القاتل إن شاء، أو أخذ الدِّية، أو العفو { فلا يسرف في القتل } فلا يتجاوز ما حدَّ له، وهو أن يقتل بالواحد اثنين، أو غير القاتل ممَّنْ هو من قبيلة القاتل، كفعل العرب في الجاهليَّة. { إنَّه } إنَّ الوليَّ { كان منصوراً } بقتل قاتل وليِّه والاقتصاص منه. وقيل: { إنَّه } إنَّ المقتول ظلماً { كان منصوراً } في الدُّنيا بقتل قاتله، وفي الآخرة بالثَّواب.

{ ولا تقربوا مال اليتيم إلاَّ بالتي هي أحسن } يعني: الأكل بالمعروف، وذكرنا هذا في سورة الأنعام. { وأوفوا بالعهد } وهو كلُّ ما أمر به ونهى عنه { إنَّ العهد كان مسؤولاً } عنه.

{ وأوفوا الكيل } أتمُّوه { إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم } بأقوم الموازين { ذلك خيرٌ } أقرب إلى الله تعالى { وأحسن تأويلاً } عاقبةً.

{ ولا تقف ما ليس لك به علم } لا تقولنَّ في شيءٍ بما لا تعلم { إنَّ السمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسؤولاً } أَيْ: يسأل الله العباد فيم استعملوا هذه الحواس.