الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً } * { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } * { قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً } * { فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً } * { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } * { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } * { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } * { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً }

{ ذلك جزاؤهم } هذه الآية مفسَّرة في هذه السُّورة.

{ أَوَلَمْ يروا } أَوَلَمْ يعلموا { أنَّ الله الذي خلق السموات والأرض قادرٌ على أن يخلق مثلهم } أَيْ: يخلقهم ثانياً، وأراد بـ { مثلهم } إيَّاهم، وتمَّ الكلام، ثمَّ قال: { وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه } يعني: أجل الموت وأجل القيامة { فأبى الظالمون } المشركون { إلاَّ كفوراً } جحوداً بذلك الأجل، وهو البعث والقيامة.

{ قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } خزائن الرِّزق { إذاً لأمسكتم } لبخلتم { خشية الإِنفاق } أن تنفقوا فتفتقروا { وكان الإِنسان قتوراً } بخيلاً، ثمَّ ذكر قصَّة موسى عليه السَّلام وما آتاه من الآيات وإنكار فرعون ذلك، فقال:

{ ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } وهي العصا واليد، وفلق البحر، والطمسة، وهي قوله:ربَّنا اطمسْ على أموالِهم } والطُّوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدَّم { فاسأل } يا محمد { بني إسرائيل } المؤمنين من قريظة والنَّضير { إذ جاءهم } يعني: جاء آباءَهم، وهذا سؤال استشهاد ليعرف اليهود صحَّة ما يقول محمَّد عليه السَّلام بقول علمائهم { فقال له فرعون إني لأظنُّك يا موسى مسحوراً } ساحراً فقال موسى عليه السَّلام:

{ لقد علمت ما أنزل هؤلاء } الآيات { إلاَّ رب السموات والأرض بصائر } عبراً ودلائل { وإني لأظنك } لأعلمك { يا فرعون مثبوراً } ملعوناً مطروداً.

{ فأراد } فرعون { أن يستفزهم } يخرجهم، يعني: موسى وقومه { من الأرض } أرض مصر. وقوله:

{ فإذا جاء وعد الآخرة } يريد: يوم القيامة. { جئنا بكم لفيفاً } مُجتمعين مُختلطين.

{ وبالحق أنزلناه } أَيْ: أنزلنا القرآن بالدِّين القائم، والأمر الثَّابت { وبالحق نزل } وبمحمَّد نزل القرآن، أَيْ: عليه نزل، كما تقول: نزلتُ بزيدٍ.

{ وقرآناً فرقناه } قطعناه آيةً آيةً، وسورةً سورةً في عشرين سنة { لتقرأه على الناس على مكث } تُؤَدةٍ وَتَرسُّلٍ ليفهموه { ونَزَّلْناهُ تنزيلاً } نجوماً بعد نجومٍ وشيئاً بعد شيءٍ.

{ قل } لأهل مكَّة: { آمنوا } بالقرآن { أو لا تؤمنوا } به، وهذا تهديد، أَيْ: فقد أنذر الله، وبلَّغ رسوله { إنَّ الذين أوتوا العلم من قبله } من قبل القرآن. يعني: ناساً من أهل الكتاب حين سمعوا ما أنزل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم خرُّوا سُجَّداً. وقوله:

{ إن كان وعد ربنا لمفعولاً } أَيْ: وعده بإنزال القرآن وبعث محمِّد عليه السَّلام لمفعولاً.