الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْكَافِرُونَ } * { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } * { وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } * { وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } * { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

{ يعرفون نعمة الله ثمَّ ينكرونها } يعني: الكفَّار، يُقرُّون بأنَّها كلَّها من الله تعالى ثمَّ يقولون بشفاعة آلهتنا، فذلك إنكارهم { وأكثرهم } جميعهم { الكافرون }.

{ ويوم } أَيْ: وأنذرهم يوم { نبعث } وهو يوم القيامة { من كلِّ أمة شهيداً } يعني: الأنبياء عليهم السَّلام يشهدون على الأمم بما فعلوا، { ثم لا يؤذن للذين كفروا } في الكلام والاعتذار { ولا هم يستعتبون } ولا يُطلب منهم أن يرجعوا إلى ما يرضي الله تعالى.

{ وإذا رأى الذين ظلموا } أشركوا { العذاب } النَّار { فلا يخفف عنهم } العذاب { ولا هم ينظرون } يمهلون.

{ وإذا رأى الذي أشركوا شركاءهم } أوثانهم التي عبدوها من دون الله { قالوا ربنا هٰؤلاء شركاؤنا } وذلك أنَّ الله يبعثها حتى تُوردهم النَّار، فإذا رأوها عرفوها، فقالوا: { ربنا هٰؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول } أَيْ: أجابوهم فقالوا لهم: { إنكم لكاذبون } وذلك أنَّها كانت جماداً ما تعرف عبادة عابديها، فيظهر عند ذلك فضيحتهم حيث عبدوا مَن لم يشعر بالعبادة، وهذا كقوله تعالى:سيكفرون بعبادتهم } { وألقوا إلى الله يومئذ السلم } استسلموا لحكم الله تعالى { وضلَّ عنهم ما كانوا يفترون } بطل ما كانوا يأملون من أنَّ آلهتهم تشفع لهم.