الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ بِٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } * { أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } * { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } * { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ }

{ بالبينات } أَيْ: أرسلناهم بالبيِّنات بالحجج الواضحة { والزبر } الكتب { وأنزلنا إليك الذكر } القرآن { لتبين للناس ما نزل إليهم } في هذا الكتاب من الحلال والحرام، والوعد والوعيد { ولعلهم يتفكرون } في ذلك فيعتبرون.

{ أفأمن الذين مكروا السيئات } عملوا بالفساد، يعني: عبادة الأوثان، وهم مشركو مكَّة { أن يخسف الله بهم الأرض } كما خسف بقارون { أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون } أَيْ: من حيث يأمنون، فكان كذلك؛ لأنَّهم أُهلكوا يوم بدر، وما كانوا يُقدِّرون في ذلك.

{ أو يأخذهم في تقلبهم } للسَّفر والتِّجارة { فما هم بمعجزين } بممتنعين على الله.

{ أو يأخذهم على تخوّف } على تنقُّص، وهو أن يأخذ الأوَّل حتى يأتي الأخذ على الجميع { فإنَّ ربكم لرؤوف رحيم } إذ لم يعجل عليهم بالعقوبة.

{ أَوَلَمْ يروا إلى ما خلق الله من شيء } له ظلٌّ من جبلٍ وشجرٍ وبناءٍ { يتفيَّأ } يتميَّل { ظلاله عن اليمين والشمائل } في أوَّل النَّهار عن اليمين، وفي آخره عن الشِّمال إذا كنت مُتوجِّهاً إلى القبلة { سجداً لله } قال المُفسِّرون: ميلانها سجودها، وهذا كقوله:وظلالهم بالغدو والآصال } وقد مرَّ { وهم داخرون } صاغرون يفعلون ما يُراد منهم: يعني: هذه الأشياء التي ذكرها أنَّها تسجد لله.