الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } * { أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }

{ وما ذرأ لكم } أَيْ: وسخَّر لكم ما خلق في الأرض { مختلفاً ألوانه } أَيْ: هيئته ومناظره، يعني: الدَّوابَّ والأشجار وغيرهما.

{ وهو الذي سخر البحر } ذلَّله للرُّكوب والغوص { لتأكلوا منه لحماً طرياً } السَّمك والحيتان { وتستخرجوا منه حلية تلبسونها } الدُّرَّ والجواهرَ { وترى الفلك } السُّفن { مواخر فيه } شواقّ للماء تدفعه بِجُؤْجُئِها بصدرها { ولتبتغوا من فضله } لتركبوه للتِّجارة، فتطلبوا الرِّبح من فضل الله.

{ وألقى في الأرض رواسي } جبالاً ثابتةً { أن تميد } لئلا تميد، أَيْ: لا تتحرَّك { بكم وأنهاراً } وجعل فيها أنهاراً كالنِّيل والفرات ودجلة { وسبلاً } وطرقاً إلى كلِّ بلدةٍ { لعلكم تهتدون } إلى مقاصدكم من البلاد. فلا تضلُّوا.

{ وعلامات } يعني الجبال، وهي علاماتُ الطُّرق بالنَّهار { وبالنجم } يعني: جميع النُّجوم { هم يهتدون } إلى الطُّرق والقِبلة في البرِّ والبحر.

{ أفمن يخلق } يعني: ما ذُكر في هذه السُّورة، وهو الله تعالى { كمَنْ لا يخلق } يعني: الأوثان. يقول: أَهما سواءٌ حتى يسوَّى بينهما في العبادة؟ { أفلا تذكرون } أفلا تتَّعظون كما اتَّعظ المؤمنون.