الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ } * { لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } * { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ }

{ ويسبح الرعد } وهو الملك المُوكَّل بالسَّحاب { بحمده } وهو ما يسمع من صوته، وذلك تسبيحٌ لله تعالى { والملائكة من خيفته } أَيْ: وتُسبِّح الملائكة من خيفة الله تعالى وخشيته { ويرسل الصواعق } وهي التي تَحْرِق من برق السَّحاب، وينتشر على الأرض ضوؤُه { فيصيب بها من يشاء } كما أصاب أربد حين جادل النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهو قوله: { وهم يجادلون في الله } والواو للحال، وكان أربد جادل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني عن ربِّنا، أمن نحاسٍ أم حديد؟ فأحرقته الصَّاعقة { وهو شديد المحال } العقوبة أَي: القوَّة.

{ له دعوة الحق } لله من خلقه الدعوة الحقُّ، وهي كلمة التَّوحيد لا إله إلاَّ الله. { والذين يدعون } يعني: المشركين يدعون { من دونه } الأصنام { لا يستجيبون لهم بشيء إلاَّ كباسط } إلاَّ كما يستجاب للذي يبسط كفيه يشير إلى الماء، ويدعوه إلى فيه { وما هو ببالغه } وما الماء ببالغ فاه بدعوته إيَّاه { وما دعاء الكافرين } عبادتهم الأصنام { إلاَّ في ضلال } هلاكٍ وبطلانٍ.

{ ولله يسجد مَنْ في السموات والأرض طوعاً } يعني: الملائكة والمؤمنين { وكرهاً } وهم مَنْ أُكرهوا على السُّجود، فسجدوا لله سبحانه من خوف السَّيف، واللَّفظ عامٌّ والمراد به الخصوص { وظلالهم بالغدو والآصال } كلُّ شخصٍ مؤمنٍ أو كافرٍ فإنَّ ظلَّه يسجد لله، ونحن لا نقف على كيفية ذلك.