الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ } * { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يٰأَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } * { قَالَ يٰبُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } * { إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ }

{ الر } أنا الله الرَّحمن { تلك } هذه { آيات الكتاب المبين } للحلال والحرام، والأحكام، يعني: القرآن.

{ إنا أنزلناه } يعني: الكتاب { قرآنا عربياً } بلغة العرب { لعلكم تعقلون } كي تفهموا.

{ نحن نقصُّ عليك أحسن القصص } نبيِّن لك أحسن البيان { بما أوحينا } بإيماننا { إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين } وما كنتَ من قبل أن يُوحى إليك إلاَّ من الغافلين.

{ إذ قال } اذكر إذ قال { يوسف لأبيه يا أبتِ إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم... } الآية. رأى يوسف عليه السَّلام هذه الرُّؤيا، فلمَّا قصَّها على أبيه أشفق عليه من حسد إخوته له، فقال:

{ يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً } يحتالوا في هلاكك؛ لأنهم لا يعلمون تأويلها.

{ وكذلك } ومثل ما رأيت { يجتبيك ربك } يصطفيك ويختارك { ويعلمك من تأويل الأحاديث } تعبير الأحلام { ويتم نعمته عليك } بالنبُّوَّة { وعلى آل يعقوب } يعني: المُختَصِّين منهم بالنُّبوَّة { على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إنَّ ربك عليم } حيث يضع النبوَّة { حكيم } في خلقه.

{ لقد كان في يوسف وإخوته } أَيْ: في خبرهم وقصصهم { آيات } عبرٌ وعجائبُ { للسائلين } الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأخبرهم بها وهو غافلٌ عنها لم يقرأ كتاباً، فكان في ذلك أوضح دلالةٍ على صدقه.

{ إذ قالوا } يعني: إخوة يوسف: { ليوسفُ وأخوه } لأبيه وأُمِّه { أحبُّ إلى أبينا منا ونحن عصبة } جماعةٌ { إنَّ أبانا لفي ضلالٍ مبين } ضلَّ بإيثاره يوسف وأخاه علينا. ضلالٍ: خطأ.

{ اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً } في أرضٍ يبعد فيها عن أبيه { يخلُ لكم وجه أبيكم } يُقبل بكليته عليكم { وتكونوا من بعده قوماً صالحين } تُحدثوا توبةً بعد ذلك يقبلها الله سبحانه منكم.