الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوۤءٍ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ ٱلآنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِٱلْغَيْبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ ٱلْخَائِنِينَ } * { وَمَآ أُبَرِّىءُ نَفْسِيۤ إِنَّ ٱلنَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوۤءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيۤ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ ما خطبكنَّ } ما قصتكنَّ وما شأنكنَّ { إذ راودتنَّ يوسف عن نفسه } جمعهنَّ في المُراوَدة؛ لأنَّه لم يعلم مَنْ كانت المُراوِدة { قلن حاشَ لله } بَعُدَ يوسف عمَّا يُتَّهم به { ما علمنا عليه من سوء } من زنا، فلمَّا برَّأْنَهُ أقرَّت امرأة العزيز فقالت: { الآن حصحص الحق } أَيْ: بان ووضح، وذلك أنَّها خافت إنْ كذَّبت شهدت عليها النِّسوة فقالت: { أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين } في قوله:هي راودتني عن نفسي } { ذلك } أَيْ: ما فعله يوسف من ردِّ الرَّسول إلى الملك { ليعلم } وزير الملك - وهو الذي اشتراه - { أني لم أخنه } في زوجته { بالغيب وأنَّ الله لا يهدي كيد الخائنين } لا يرشد مَنْ خان أمانته، أَيْ: إنَّه يفتضح في العاقبة بحرمان الهداية من الله عزَّ وجلَّ، فلمَّا قال يوسف عليه السَّلام: { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال جبريل عليه السَّلام: ولا حين هممت بها يوسف، فقال:

{ وما أبرىء نفسي } وما أُزكِّي نفسي { إنَّ النفس لأمَّارة بالسوء } بالقبيح وما لا يحبُّ الله { إلاَّ ما } مَنْ { رحم ربي } فعصمه.