الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ } * { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ } * { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ ٱللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }

{ قال تزرعون } أَيْ: ازرعوا { سبع سنين دأباً } متتابعةً، وهذا السَّبع تأويل البقرات السِّمان { فما حصدتم } ممَّا زرعتم { فذروه في سنبله } لأنَّه أبقى له وأبعد من الفساد { إلا قليلاً ممًّا تأكلون } فإنَّكم تدوسونه.

{ ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد } مُجدباتٌ صعابٌ، وهذه تأويل البقرات العجاف { يأكلن } يُفنين ويُذهبن { مَا قدَّمتم لهن } من الحَبِّ { إلاَّ قليلاً ممَّا تحصنون } تحرزون وتدَّخرون.

{ ثمَّ يأتي من بعد ذٰلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون } يمطرون ويخصبون حتى يعصروا من السِّمسم الدُّهن، ومن العنب الخمر، ومن الزَّيتون الزَّيت، فرجع الرَّسول بتأويل الرُّؤيا إلى الملك، فعرف الملك أنَّ ذلك تأويلٌ صحيحٌ، فقال:

{ ائتوني } بالذي عبَّر رؤياي، فجاء الرَّسول يوسف، وقال: أجب الملك فقال للرسول: { ارجع إلى ربك } يعني: الملك { فسله } أن يسأل { ما بال النسوة } ما حالهنَّ وشأنهنَّ، ليعلم صحَّة براءتي ممَّا قُذفت به، وذلك أنَّ النِّسوة كنَّ قد عرفن براءته بإقرار امرأة العزيز عندهنَّ، وهو قولها:ولقد رَاودْتُه عن نفسِهِ فاستعصم } فأحبَّ يوسف عليه السَّلام أن يُعلم الملك أنَّه حُبس [ظلماً]، وأنَّه بريءٌ ممَّا قُذِف به، فسأله أن يستعلم النِّسوة عن ذلك { إن ربي بكيدهنَّ } ما فعلن في شأني حين رأينني وما قلن لي { عليم } فدعا الملك النِّسوة.