الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } * { قَالُواْ يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ } * { أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } * { قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِيۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ } * { قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ } * { فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

{ قال قائل منهم } وهو يهوذا أكبر إخوته: { لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب } في موضعٍ مظلمٍ من البئر لا يلحقه نظر النَّاظرين { يلتقطه بعض السيارة } مارَّة الطَّريق { إن كنتم فاعلين } ما قصدتم من التًّفريق بينه وبين أبيه، فلمَّا تآمروا بينهم ذلك وعزموا على طرحه في البئر.

{ قالوا } لأبيهم: { مالك لا تأمنا على يوسف } لِمَ تخافنا عليه؟ { وإنا له لناصحون } في الرَّحمة والبرِّ والشَّفقة.

{ أرسله معنا غداً } إلى الصَّحراء { نرتعْ ونلعبْ } نسعى وننشط { وإنا له لحافظون } من كلِّ ما تخافه عليه.

{ قال إني ليحزنني أن تذهبوا به } ذهابكم به يحزنني؛ لأنَّه يفارقني، فلا أراه { وأخاف أن يأكله الذئب } وذلك أنَّ أرضهم كانت مذأبة { وأنتم عنه غافلون } مشتغلون برعيتكم.

{ قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة } جماعةٌ بحضرته { إنا إذاً لخاسرون } لعاجزون.

{ فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه غيابت الجب } وعزموا على ذلك أوحينا إلى يوسف في البئر تقويةً لقلبه: لتصدقنَّ رؤياك ولَتُخبِرِنَّ إخوتك بصنيعهم هذا بعد هذا اليوم { وهم لا يشعرون } بأنَّك يوسف في وقت إخبارك إيَّاهم.