الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } * { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } * { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

{ وما تسألهم عليه } على القرآن { من أجرٍ } مالٍ يعطونك { إن هو } ما هو { إلاَّ ذكر للعالمين } تذكرةٌ لهم بما هو صلاحهم. يريد: إنَّا أزحنا العلَّة في التَّكذيب حيث بعثناك مُبلِّغاً بلا أجرٍ، غير أنَّه لا يؤمن إلاَّ مَن شاء الله سبحانه وإنْ حرص النبيُّ صلى الله عليه وسلم على ذلك.

{ وكأين } وكم { من آية } دلالةٍ تدلُّ على التَّوحيد { في السمٰوات والأرض } من الشَّمس والقمر والنُّجوم والجبال وغيرها { يمرُّون عليها } يتجاوزونها غير مُتفكِّرين ولا معتبرين، فقال المشركون: فإنَّا نؤمن بالله الذي خلق هذه الأشياء، فقال: { وما يؤمن أكثرهم بالله } في إقراره بأنَّ الله خلقه، وخلق السَّموات والأرض إلاَّ وهو مشركٌ بعبادة الوثن.

{ أفأمنوا } يعني: المشركين { أن تأتيهم غاشية من عذاب الله } عقوبة تغشاهم وتنبسط عليهم.

{ قل } لهم { هذه } الطَّريقة التي أنا عليها { سبيلي } سنَّتي ومنهاجي { أدعوا إلى الله } وتمَّ الكلام، ثمَّ قال: { على بصيرة أنا } أَيْ: على دينٍ ويقينٍ { ومن اتبعني } يعني: أصحابه، وكانوا على أحسن طريقة { وسبحان الله } أَيْ: وقل: سبحان الله تنزيهاً لله تعالى عمَّا أشركوا { وما أنا من المشركين } الذين اتَّخذوا مع الله ندَّاً.