الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱمْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } * { قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ } * { قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } * { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ }

{ وامرأته } سارة { قائمة } وراء السِّتر تتسمَّع إلى الرُّسل { فضحكت } سروراً بالأمن حيث قالوا: { إنا أُرسلنا إلى قوم لوط } ، وذلك أنَّها خافت كما خاف إبراهيم عليه السَّلام، فقيل لها: يا أيتها الضَّاحكة ستلدين غلاماً، فذلك قوله: { فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق } أَيْ: بعده { يعقوب } [عليهما السَّلام]. وذلك أنَّهم بشَّروها بأنَّها تعيش إلى أن ترى ولد ولدها.

{ قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز } وكانت بنت تسع وتسعين سنةً { وهذا بعلي شيخاً } وكان ابن مائة سنة [واثنتي عشرة سنة] { إنَّ هذا } الذي [تذكرون] من ولادتي على كبر سنِّي وسنِّ بعلي { لشيء عجيب } معجب.

{ قالوا أتعجبين من أمر الله } قضاء الله وقدره { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } يعني: بيت إبراهيم عليه السَّلام، فكان من تلك البركات أنَّ الأسباط، وجميع الأنبياء كانوا من إبراهيم وسارة، وكان هذا دعاءً من الملائكة لهم، وقوله: { إنّه حميدٌ } أَيْ: محمودٌ في أفعاله { مجيد } كريمٌ.

{ فلما ذهب عن إبراهيم الروع } الفزع { وجاءته البشرى } بالولد { يجادلنا } أَيْ: أقبل وأخذ يجادل رسلنا { في قوم لوط } وذلك أنَّهم لما قالوا لإِبراهيم عليه السَّلام:إنَّا مهلكو أهلِ هذه القرية } قال لهم: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكونهم؟ قالوا: لا. قال: فأربعون؟ قالوا: لا، فما زال ينقص حتى قال فواحدٌ؟ قالوا لا، فاحتجَّ عليهم بلوط، وقال: إنَّ فيها لوطاً قالوا: نحن أعلم.. } الآية. فهذا معنى جداله، وعند ذلك قالت الملائكة:

{ يا إبراهيم أعرض عن هذا } الجدال، وخرجوا من عنده فأتوا قرية قوم لوطٍ.