{ يرسل السماء عليكم مدراراً } كثير الدَّرِّ. يعني: المطر { ويزدكم قوة إلى قوتكم } يعني: المال والولد، وكان الله سبحانه قد حبس عنهم المطر ثلاث سنين، وأعقم أرحام نسائهم، فقال لهم هود: إن آمنتم أحيا الله سبحانه بلادكم، ورزقكم المال والولد. { قالوا } مُنكرين لنبوَّته: { يا هود ما جئتنا ببينة } بحجَّةٍ واضحةٍ، وقوله: { اعتراك } أصابك ومسَّك { بعض آلهتنا بسوء } بجنونٍ فأفسد عقلك، فالذي يظهر مِنْ عيبها لما لحق عقلك من التَّغيير { قال } نبيُّ الله عليه السَّلام عند ذلك: { إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون } أَيْ: إن كانت عندكم الأصنام أنَّها عاقبتني لطعني عليها، فإني أزيد الآن في الطَّعن عليها، وقوله: { فيكدوني جميعاً } احتالوا أنتم وأوثانكم في عداوتي { ثم لا تنظرون } لا تُؤجِّلون.