الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ ٱلْحَاكِمِينَ } * { قَالَ يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ أَكُن مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ ونادى نوح ربَّه فقال ربِّ إنَّ ابني } كنعان { من أهلي وإنَّ وعدك الحق } وعدتني أن تنجيني وأهلي، أَيْ: فأنجه من الغرق { وأنت أحكم الحاكمين } أعدل العادلين.

{ قال يا نوح إنه ليس من أهلك } الذين وعدتك أن أُنجيهم { إنه عمل غير صالح } أيْ: سؤالك إيَّاي أن أنجي كافراً عملٌ غير صالح، وقيل: معناه: إنَّ ابنك ذو عملٍ غير صالحٍ { فلا تسألني ما ليس لك به علم } وذلك أنَّ نوحاً لم يعلم أنَّ سؤاله ربَّه نجاةَ ولدِه محظورٌ عليه مع إصراره على الكفر، حتى أعلمه الله سبحانه ذلك، والمعنى: فلا تسألني ما ليس لك به علمٌ بجواز مسألته { إني أعظك } أنهاك { أن تكون من الجاهلين } من الآثمين، فاعتذر نوحٌ عليه السَّلام لمَّا أعلمه الله سبحانه أنَّه لا يجوز له أن يسأل ذلك وقال:

{ ربِّ إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلاَّ تغفر لي } جهلي { وترحمني أكن من الخاسرين }.

{ قيل يا نوح اهبط } من السَّفينة إلى الأرض { بسلامٍ } بسلامةٍ. وقيل: بتحيَّةٍ { منا وبركات عليك } وذلك أنَّه صار أبا البشر؛ لأنَّ جميع مَن بقي كانوا من نسله { وعلى أمم ممن معك } أَيْ: من أولادهم وذراريهم، وهم المؤمنون وأهل السَّعادة إلى يوم القيامة { وأمم سنمتعهم } في الدُّنيا. يعني: الأمم الكافرة من ذريَّته لى يوم القيامة.