الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } * { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } * { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } * { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ }

{ إنَّ الذين حقت عليهم كلمة ربك } وجبت عليهم كلمة العذاب.

{ لا يؤمنون ولو جاءتهم كلُّ آية } وذلك أنَّهم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالآيات حتى يؤمنوا، فقال الله تعالى: { لا يؤمنون ولو جاءتهم كلُّ آية حتى يروا العذاب الأليم } فلا ينفعهم حينئذٍ الإِيمان كما لم ينفع فرعون.

{ فلولا كانت قرية } أَيْ: فما كانت قريةٌ { آمنت فنفعها إيمانها } عند نزول العذاب { إلاَّ قوم يونس لما آمنوا } عند نزول العذاب { كشفنا عنهم عذاب الخزي } يعني: سخط الله سبحانه { ومتعناهم إلى حين } يريد: حين آجالهم، وذلك أنَّهم لمَّا رأوا الآيات التي تدلُّ على قرب العذاب أخلصوا التَّوبة، وترادُّوا المظالم، وتضرَّعوا إلى الله تعالى، فكشف عنهم العذاب.

{ ولو شاء ربك لآمن مَنْ في الأرض كلهم جميعاً } الآية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يؤمن جميع النَّاس، فأخبره الله سبحانه أنَّه لا يؤمن إلاَّ من سبق له من الله السَّعادة، وهو قوله:

{ وما كان لنفس أن تؤمن إلاَّ بإذن الله } أَيْ: إلاَّ بما سبق لها في قضاء الله وقدره { ويجعل الرجس } العذاب { على الذين لا يعقلون } عن الله تعالى أمره ونهيه وما يدعوهم إليه.

{ قل } للمشركين الذين يسألونك الآيات: { انظروا ماذا } [أي: الذي أعظم منها] { في السموات والأرض } من الآيات والعبر التي تدلُّ على وحدانيَّة الله سبحانه، فيعلموا أنَّ ذلك كلَّه يقتضي صانعاً لا يشبه الأشياء، ولا تشبهه، ثمَّ بيَّن أنَّ الآيات لا تُغني عمَّن سبق في علم الله سبحانه أنَّه لا يؤمن فقال: { وما تغني الآيات والنذر } جمع نذير { عن قومٍ لا يؤمنون } يقول: الإنذار غير نافعٍ لهؤلاء.

{ فهل ينتظرون } أَيْ: يجب ألا ينتظروا بعد تكذيبك { إلاَّ مثل أيام الذين خلوا من قبلهم } إلاَّ مثل وقائع الله سبحانه فيمَنْ سلف قبلهم من الكفَّار.