الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } * { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } * { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } * { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } * { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }

{ يا أيها الناس } يعني: قريشاً { قد جاءتكم موعظة من ربكم } القرآن { وشفاءٌ لما في الصدور } ودواءٌ لداء الجهل { وهدىً } وبيانٌ من الضَّلالة { ورحمةٌ للمؤمنين } ونعمةٌ من الله سبحانه لأصحاب محمَّدٍ.

{ قل بفضل الله } الإِسلام { وبرحمته } القرآن { فبذلك } الفضل والرَّحمة { فليفرحوا هو خيرٌ } أَيْ: ما آتاهم الله من الإِسلام والقرآن خيرٌ ممَّا يجمع غيرهم من الدُّنيا.

{ قل } لكفَّار مكَّة: { أرأيتم ما أنزل الله } خلقه وأنشأه لكم { من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً } يعني: ما حرَّموه ممَّا هو حلالٌ لهم من البحيرة وأمثالها، وأحلُّوه ممَّا هو حرامٌ من الميتة وأمثالها { قل ءَآلله أذن لكم } في ذلك التَّحريم والتَّحليل { أم } بل { على الله تفترون }.

{ وما ظنُّ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة } أَيْ: ما ظنُّهم ذلك اليوم بالله وقد افتروا عليه؟ { إنَّ الله لذو فضلٍ على الناس } أهل مكَّة حين جعلهم في أمنٍ وحرمٍ إلى سائر ما أنعم به عليهم { ولكنَّ أكثرهم لا يشكرون } لا يُوحدِّون ولا يُطيعون.

{ وما تكون } يا محمَّد { في شأن } أمرٍ من أمورك { وما تتلوا منه } من الله { من قرآنٍ } أنزله عليك { ولا تعملون من عمل } خاطبه وأمَّته { إلاَّ كُنَّا عليكم شهوداً } نشاهد ما تعلمون { إذ تفيضون } تأخذون { فيه وما يعزب } يغيب ويبعد { عن ربك من مثقال ذرة } وزن ذرَّة { إلاَّ في كتاب مبين } يريد: اللَّوح المحفوظ الذي أثبت الله سبحانه فيه الكائنات.

{ ألا إنَّ أولياء الله } هم الذين تولَّى الله سبحانه هداهم.

{ الذين آمنوا } صدَّقوا النبيَّ { وكانوا يتقون } خافوا مقامهم بين يدي الله سبحانه.

{ لهم البشرى في الحياة الدنيا } عند الموت تأتيهم الملائكة بالبشرى من الله { وفي الآخرة } يُبشَّرون بثواب الله وجنَّته { لا تبديل لكلمات الله } لا خلف لمواعيده.

{ ولا يحزنك قولهم } تكذيبهم إيَّاك { إنَّ العزة لله } القوَّة لله والقدرة لله { جميعاً } وهو ناصرك { وهو السميع } يسمع قولهم { العليم } بما في ضميرهم، فيجازيهم بما يقتضيه حالهم.

{ ألآ إن لله مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض } يعني: يفعل بهم وفيهم ما يشاء { وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء } أيْ: ليسوا يتَّبعون شركاء على الحقيقة؛ لأنَّهم يعدُّونها شركاء شفعاء لهم، وليست على ما يظنُّون { إن يتبعون إلاَّ الظنَّ } ما يتَّبعون إلاَّ ظنَّهم أنَّها تشفع لهم { وإن هم إلا يخرصون } يقولون ما لا يكون.