الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } * { وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ } * { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ } * { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } * { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ } * { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ }: جنازة، { أَحَدٍ مِّنْهُم }: كابن أبي، أو لا تدع له، { مَّاتَ أَبَداً }: أي: موتاً أبديّأً لأن إحياءه للتعذيب كعدمه يعني: مات كافراً، وقيل: أي: لا تصل أبداً { وَلاَ تَقُمْ }: لنحو زيارة، { عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ * وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ }: تخرج { أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ }: فسِّر مرةً، وكررها للتأكيد، أو هي في غير الأولين، وترك الفاء لارتباط الأولى بكراهتهم الإنفاق إعجاباً بكثرة أموالهم بخلاف هذا وترك: " لا " في: " ولا أولادهم " دفعاً لما يتوهَّم من تركيب الأولى، وهو أن إعجابهم بأولادهم فوق إعجابهم بأموالهم، وبدَّل " أنْ " باللَّام ليعلم أن فعله تعالى لا يُعلل، وترك الحياة تنبيهاً على أن الحياة الدنيا بلغت مبلغت مبلغاً لا يذكر حسنه، بل يقتصر عنها على ذكر الدنيا، { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ }: بعضٌ من القرآن { أَنْ } بأن { آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ } الغني { مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ }: بعذر، { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ } النساء { ٱلْخَوَالِفِ }: في البيوت، { وَطُبِعَ }: ختم { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ }: مصالحهم، { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ }: قارن إيمانهم إيمانه، { جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ }: أي: إن تخلفوا فقد توجه إلى خيرر منهم، { وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ }: لا يعلمها إلا الله، { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ }: من عذَّر: قصَّرَ، أو: أظهر العذر أو اعتذر: مهّد العذر { مِنَ ٱلأَعْرَابِ } المسلمين، { لِيُؤْذَنَ لَهُمْ }: في القعود فأذن لهم { وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ }: في ادعاء الإيمان عن المجيء للاعتذار، { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ }: كالمشايخ، { وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ }: في الجهاد، { حَرَجٌ }: إثم في التأخر، { إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ }: بالطاعة سرّاً وجَهراً { مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ }: أي: إلى معاتبتهم، { مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ }: لتفريطهم، { رَّحِيمٌ }: بهم، { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ }: هم سبعةٌ من الفقراء، { قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ }: تسيل، { مِنَ ٱلدَّمْعِ }: دمعها، فيه تجوُّزٌ للمبالغة { حَزَناً }: للحزن، { أَلاَّ }: لئلَّا، { يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ }: في الغزو، { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ }: بالمعاتبة، { عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ }: النساء، { ٱلْخَوَالِفِ وَطَبَعَ }: ختم، { ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ }: لئلا يتعظوا، { فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }: كالمجانين، { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ }: في التخلف { إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ }: لن نصدقكم لأنه { قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ }: بعض { أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ }: أتتوبون أم تُصرون؟ { ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }: بمجازاتكم.