الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ } * { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } * { إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ }: يأخذون، { أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ }: بالرشوة، في تغيير الأحكام، { وَيَصُدُّونَ }: الناس، { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ }: كالأحبار والرهبان، والكنز مال ما تؤد زكاته للحديث، { وَلاَ يُنفِقُونَهَا }: الكنوز أو الفضة فالذهب أولى { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ }: يوقد، { عَلَيْهَا }: على الكُنوز { فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ }: تُحرقُ { بِهَا }: بالكنوز { جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ }: خصَّها بالذِّكر لاشتمالها على الأعضاء الرئيسة التي بها أصول الجهات الأربع ولعبوسهم عند السائل وميلهم وتوليتهم، فيوسع جلدهم حتى يسع الكل، يقال لهم: { هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ }: وبال، { مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }: والآية عامة، { إِنَّ عِدَّةَ }: مبلغ عدد، { ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ }: أي: لا بابتداع الناس، { ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً }: كائِنٌ، { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ }: اللوح، ثابت، { يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ }: رَجَب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، { ذٰلِكَ }: التحريم، { ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ }: القويم، أي: الحساب المستقيم، لا ما يفعله العرب من نساء الشهور { فَلاَ تَظْلِمُواْ }: بالمعاصي، { فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }: فإنَّ المعاصي فيها أعظم وزْراً فهو مثل:فَلاَ رَفَثَ } .. إلى آخره [البقرة: 197]، والجمهور على أن تحريم ابتداء القتال فيها منسوخ، { وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً }: جميعا في كل الشهور { كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ }: تأخير تحريم شهر إلى شهر آخر بالمحاربة في الأول، وتركها في الثاني، { زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ }: لزيادة ما يكفر به، فإنه تحليل حرام وعكسه، { يُضَلُّ بِهِ }: بالنسيء، { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ }: أي: النسئ من الأشهر الحرم، { عَاماً }: فيقاتلون فيه، ويُحرِّمون شهرا آخر بدلهُ { وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً }: بتركه على حرمته، { لِّيُوَاطِئُواْ }: ليوافقوا { عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ }: وهي أربعة أشهرٍ في كلِّ سنة من أي وقت يكونُ { فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ }: في عمله.