الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَٰوتَك سَكَنٌ لَّهُمْ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَاتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُطَّهِّرِينَ }

{ وَآخَرُونَ }: منهم { ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ }: بتخلفهم عن تبوك بلا عُذْرٍ { خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً }: كالندم والاعتراف بالذنب { وَآخَرَ }: أي: بعمل آخر، { سَيِّئاً }: كتخلفهم، فهذا كبعث الشاء شاةً ودرهماً، أي: بدرهم، أو تدل على أن كلّاً منهما مخلوط بالآخر { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ }: يقبل توبتهم أتى بعسى ليأملوا ولا يتكلوا، { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }: أي: المخلفين التأبين كأبي لُبَابة وأحزابه { صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ }: عن الذنوب، { وَتُزَكِّيهِمْ }: تنمي حسناتهم، { بِهَا }: فأخذ ثلثها وتصدق به، { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ }: ادع لهم، { إِنَّ صَلَٰوتَك سَكَنٌ }: رحمة أو طمأنينة { لَّهُمْ } بقبول توبتهم { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ }: لدعائك، { عَلِيمٌ }: بأهله، { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ }: استفهام للتحضيض { أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ }: يقبل، { ٱلصَّدَقَاتِ }: بل تقع في بده قبل يد السائل، { وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ * وَقُلِ ٱعْمَلُواْ }: ما شئتم أيُّها الحالفون { فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ }: بأن يطلعهم الله عليه { وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }: بالمجازاة { وَآخَرُونَ }: من المتخلفين، { مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ }: لحكمه في شأنهم، { إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ }: هم الثلاثة الذين خلفوا، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ }: بأحوالهم، { حَكِيمٌ }: فيما يفعل بهم، { وَ }: منهم، { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } بنوا { مَسْجِداً ضِرَاراً }: مُضارة لأهل قباءَ { وَكُفْراً }: لتقويته، { وَتَفْرِيقاً بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }: من مسجد قباء، { وَإِرْصَاداً }: ترقباً، { لِّمَنْ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ }: في بدر، هو أبو عامر الراهب، وفد بعد البدر إلى الشام ليأتي بجنود قصير وينوه له بأمره إرصاداً، لرجوعه، { وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ }: ما، { أَرَدْنَا }: ببنائه، { إِلاَّ }: الخصلة، { ٱلْحُسْنَىٰ }: كالصلاة، { وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }: في حلفهم { لاَ تَقُمْ }: للصلاة { فِيهِ }: في مسجدهم، { أَبَداً }: فأمر بهدمه ثم صار مطرح الجيف { لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ }: من أيام وجوده { أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ }: هو مسجد قباؤ كما في البخاري، ويؤيده نسقُ القصة وحديثٌ في ابن ماجه، أو مسجد المدينة كما في مسلم وغيره والتحقيق أن رواية نزولها في مسجد قباء لا يعارض تنصيصه -صلى الله عليه وسلم- أنه مسجد المدينة فإنها لا تدل على اختصاص أهل قباء بذلك، { فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ }: بالجمع بين الاستجمار والماء في الاستنجاء كأهل قباء كما رواه ابن ماجه وغيره أو من المعاصي { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُطَّهِّرِينَ }: ظاهراً وباطناً.