الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } * { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } * { فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ } * { وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ } * { كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً } * { وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } * { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } * { وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } * { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { يَقُولُ يٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } * { وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } * { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } * { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } * { فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي } * { وَٱدْخُلِي جَنَّتِي }

لَمَّا قال:وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } [الغاشية: 2] إلى أن أمره بالتذكير، أتبعه بذكر طوائف من المذكبين وما حل بهم ليتذكروا فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَٱلْفَجْرِ }: الصُّبح أو صلاته أو فجر النحر { وَلَيالٍ عَشْرٍ }: من أول ذي الحجّة، أو: آخر رمضان، أو أول المحرم، ونكرها تعظيما { وَٱلشَّفْعِ }: الزوج وهو الخلقوَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [الذاريات: 49] { وَٱلْوَتْرِ }: الخالق { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } أي: يمضي، قيده لأنه أدل على القدرة { هَلْ } للتقرير { فِي ذَلِكَ }: القسم { قَسَمٌ }: عظيم { لِّذِى حِجْر }: أي: عقل فيزدجر، وجواب القسم: ليعذبن الكفرة يدل عليه: { أَلَمْ تَرَ } يا محمد { كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ }: الأولى، قوم هود وأسباط { إِرَمَ }: بن عوص بن سام، وأهل إرم بلدتهم، وهي جنة شداد { ذَاتِ ٱلْعِمَادِ }: القدود والطوال، طويلهم خمسمائة ذراع وقصيرهم ثلاثمائة بذراع نفسه، أو البناء الرفيع { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا }: عظما { فِي ٱلْبِلاَدِ * وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ }: قطعوا { ٱلصَّخْرَ }: أي: جوفوه واتخذوه بيوتا { بِٱلْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ }: كان يعذب بها كما مر في " ص " { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ * فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ }: أي: مختلطا من أنواع عذاب أو نوعه كما مر في الحاقة { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَاد }: أي: في المرصد يرصد أعمالكم ليجازيكم { فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ }: اختبره { رَبُّهُ }: أيشكر أم لا؟ { فَأَكْرَمَهُ }: بالجاه { وَنَعَّمَهُ }: بالسعة { فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ * وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ }: بالفقر، أيصبر أم لا { فَقَدَرَ }: ضيق { عَلَيْهِ رِزْقَهُ }: لم يقل: أهانه لأن البسط تفضل فتركه ليس بإهانة { فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ }: لقصور نظره، وإنما ذمه لجعله التقتير إهانة، لا يجعل الأول إكراما، أوله أيضا لأنه قاله معتقدا استحقاقه لذلك { كَلاَّ }: ردع عن ذلك، أي: ليسا إكراما وإهانة { بَل }: فعلكم أشنع من هذا القول، فإنكم { لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ }: بالمبرة { وَلاَ تَحَآضُّونَ }: تحثون { عَلَىٰ طَعَامِ }: أي: إطعام { ٱلْمِسْكِينِ }: فضلاً عن غيرهم { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ }: الميراث { أَكْلاً لَّمّاً }: جمعا بين الحلال والحرام، كانوا لا يورثون النساء الصبيان ويأخذون نصيبهم { وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً }: كثيراً { كَلاَّ }: ردعهم عن ذلك { إِذَا دُكَّتِ }: كسرت { ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً }: أي: دكا بعد دك حتى سويت { وَجَآءَ رَبُّكَ }: أي: أمره أو مجيئا يليق بجلاله للفصل { وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }: صفا بعد صف بحسب مراتبهم، محيطين بالجن والإنس { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ }: " لها سبعون ألف زمام، كل زمام مع سبعين ألف ملك يجرونها " ، وقيل معناه: برزت وأظهرت { يَوْمَئِذٍ }: ظرف لقوله { يَتَذَكَّرُ }: يستعظ { ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ } تنفع { لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ }: أي: التذكر { يَقُولُ يٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ }: خيرا { لِحَيَاتِي }: هذه أو في حياتي { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ }: أي: عذاب الله { أَحَدٌ * وَلاَ يُوثِقُ }: بالسلاسل { وَثَاقَهُ }: أي: إيثاق الله { أَحَدٌ }: بل الأمر لله، وإذا كانا مجهولين فالضميران للكافر أي: مثل عذابه ووثاقه، ويقال للمؤمن في الاحتضار أو البعث { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ }: بذكر الله أو الآمنة { ٱرْجِعِي إِلَىٰ }: جوار { رَبِّكِ }: دل على وجود النفوس قبل الأبدان أو إلى جسدك { رَاضِيَةً }: يما أوتيت { مَّرْضِيَّةً }: عند الله تعالى { فَٱدْخُلِي فِي }: جملة { عِبَادِي }: الصالحين { وَٱدْخُلِي }: معهم جَنَّتِي }: أتى بالفاء فيما لم يتراخ عن الموت، وبالواو فيما يتراخا عنه - واللهُ أعْلمُ بالصّواب.