الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } * { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } * { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } * { مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ } * { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } * { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } * { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } * { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } * { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } * { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } * { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } * { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } * { كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } * { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } * { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } * { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } * { وَعِنَباً وَقَضْباً } * { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } * { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } * { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } * { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } * { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } * { وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } * { وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } * { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } * { ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } * { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } * { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }

لَمَّا قال:إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا } [النازعات: 45] أتى بقصى من كان يذَّكَّر وتنفعه الذكرى فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ }: لما كان صلى الله عليه وسلم مشغولا بعظماء قريش في إسلامهم، جاءه ابن أم مكتوم الضرير فقال له: علمني مما علمك الله وكرره جاهلا بالحال فكره صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه، فعوتب بنزول { عَبَسَ } أي: كلح وجهه { وَتَوَلَّىٰ } أي: أعرض بوجهه صلى الله عليه وسلم { أَن }: أي: لأن { جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ * وَمَا يُدْرِيكَ }: أي: يعلمك بحاله يا محمد { لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ }: يتطهر من الذنوب بما يسمع منك، لا العظماء { أَوْ يَذَّكَّرُ } يتعظ { فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ }: أي: عظتك { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ }: بماله { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ }: تتعرض طمعا في إسلامه { وَمَا عَلَيْكَ }: ضرر في { أَلاَّ يَزَّكَّىٰ }: بالإسلام، ما عليك إلا البلاغ { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ }: في طلب الخير { وَهُوَ يَخْشَىٰ } الله تعالى أي: الأعمى { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ }: تتشاغل { كَلاَّ }: ردع عن معاودة مثله { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ }: للكل { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ }: اتعظ به، والضميران للقرآن، وأنث الأول لتأنيث خبره، مثبتة { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ }: عند الله تعالى { مَّرْفُوعَةٍ }: قَدرا { مُّطَهَّرَةٍ }: عن مس الشياطين { بِأَيْدِي } ملائكة { سَفَرَةٍ } كتبه من اللوح أو رسل { كِرَامٍ }: على الله عَزَّ وَجَلَّ { بَرَرَةٍ }: أتقياء { قُتِلَ }: لعن { ٱلإِنسَانُ }: المنكر للبعث { مَآ أَكْفَرَهُ }: ما أشد كفره { مِنْ أَيِّ شَيءٍ }: حقير { خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ }: أطوار إلى تمام خلقته { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ }: إلى الخروج من بطن أمه { يَسَّرَهُ }: أو سبيل الخير والشر ألهمه { ثُمَّ أَمَاتَهُ }: للحياة الأبدية { فَأَقْبَرَهُ }: تكرمه { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ }: أحياه { كَلاَّ }: ردع عما هو عليه { لَمَّا يَقْضِ }: بعد من لدن آدم إلى الآن { مَآ أَمَرَهُ }: فما منا إلا وله تقصير { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ }: مستدلا على البعث { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ }: المطر { صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ }: بالنبات { شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً }: كالبر { وَعِنَباً وَقَضْباً }: قَتًّا للعلف { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَآئِقَ }: بستاتين { غُلْباً }: عظاما بكثرة أشجارها { وَفَاكِهَةً }: أي ثمار ربطة { وَأَبّاً }: مرعى الدواب كالحصيد للآدمي، أو يابس الفواكة، وحديث: " خلقتم من سبع، ورقتم من سبع، فاسجدوا على سبع " يؤيد الأول { مَّتَاعاً }: تمتيعا { لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ * فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ }: النفخة الثانية التي تضخ، أي: تصم الآذان { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَٰحِبَتِهِ }: زوجته { وَبَنِيهِ * لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ }: حال { يُغْنِيهِ }: يشلغه عنهم { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ }: مضيئة { ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ }: فرحة بالكرامة { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ }: كدرة { تَرْهَقُهَا }: تغشاها { قَتَرَةٌ }: ظلمة وسوادا { أُوْلَـٰئِكَ }: الوجوه { هُمُ ٱلْكَفَرَةُ }: وسوادهم لذلك { ٱلْفَجَرَةُ }: وغبرتهم لذلك، والفاجر: الكاذبُ، والله تعالى أعلم بالصَّواب.