الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ } * { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ } * { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ } * { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } * { وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ }: هو دعاؤه صلى الله عليه وسلم حين رآهم في ألف وصَحْبه في ثلاثمائة رجالة، فيهم فارسان { فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي }: بأني، { مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ }: متتابعين بعضهم على إثر بعضٍ فأنزل " ألفا " فألفين فألفين كما مر آنفا، { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ }: أي: الإمداد، { إِلاَّ بُشْرَىٰ }: بشارة، { وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ }: لا الملائكة، { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ }: غالب { حَكِيمٌ }: في أفعاله، اذكر، { إِذْ يُغَشِّيكُمُ }: الله، { ٱلنُّعَاسَ }: في البدر كما كان في أحد، { أَمَنَةً }: لأمنٍ حاصلٍ { مِّنْهُ }: تعالى، { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ }: من الحدثين، { وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ }: وسوسة، { ٱلشَّيْطَانِ }: بأنكم لو كنتم على الحقِّ ما كنتم عطاشا محدثين، والمشركون على الماء { وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ }: بالوثوق به، { وَيُثَبِّتَ بِهِ }: بهذا الربط أو المطر { ٱلأَقْدَامَ }: في المحاربة، { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ }: بالعونِ { فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }: بالبشارة أو محاربة أعدائهم، والأصحُّ أنهم قاتلوا، إذ ورد: أن جبريل نزل في خمسمائة على الميمنة وفيهم الصِّدِّيقُ وميكائيل في خمسمائة على الميسرة، وفيهم عليٌّ المرتضى وقاتلوا { سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ }: الخوف، { فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ }: وهي المذابح أو الرءوس، { وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }: أصابع وبها كانوا يعرفون قتيل الملائكة، { ذٰلِكَ }: الضَّربُ { بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ }: خالفوه، { وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }: له الأمر { ذٰلِكُمْ }: أيها الكفرة، { فَذُوقُوهُ }: أي: العذاب، يعني معظمه بعده، { وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ }: أي لكم، { عَذَابَ ٱلنَّارِ * يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً }: كثيرين، { فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ }: خُصِّصت بآية:وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [النساء: 84]، { وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ }: يوم اللقاء، { دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ }: بأن هزم ليري أنه خاف فيتبعه العدو فيكر عليه فيقتله، { أَوْ مُتَحَيِّزاً }: منضما من فئة، { إِلَىٰ فِئَةٍ }: من المسلمين يعاونونه، وأصله: متحيوز، { فَقَدْ بَآءَ }: رجع، { بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }: وحكم الآية مخصوصة ببدر، ولا يضُّركون ما قبلها وما بعدها صريحين في النزول بعد بدر لإمكان نزولها وقبلهما، ثم قال: إن افتخرتم بقتالهم ببدرٍ.