الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } * { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } * { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً } * { فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً } * { فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } * { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } * { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } * { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } * { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } * { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } * { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } * { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } * { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } * { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } * { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } * { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } * { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } * { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } * { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } * { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } * { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } * { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } * { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } * { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } * { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } * { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } * { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } * { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا } * { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } * { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَٰهَآ } * { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا } * { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا }

لما أنذر بعذاب قريب أقسم على وقوعه فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَ }: الملائكة { ٱلنَّازِعَاتِ }: أي: المخرجات بشدة أرواح الكفار { غَرْقاً }: أي: إغراقا ينزعها من أقاصي أبدانهم، من أغرق أي: بلغ أقصى غايته { وَٱلنَّاشِطَاتِ }: المخرجات بسهولة أرواح المؤمنين { نَشْطاً * وَٱلسَّابِحَاتِ }: في أعماق أبدانهم لإخراجها برفق كالغواصين { سَبْحاً * فَٱلسَّابِقَاتِ }: بأرواحهم إلى الجنة أو النار { سَبْقاً * فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً }: أي: أمرها بأثبتها أو عقابها أو أمور أهل الأرض، وهذا منها، وقد مر نكتة الفاء والواو في المرسلات، وجواب القسم: لتبعثن الدال عليه قوله: { يَوْمَ تَرْجُفُ }: تتحرك { ٱلرَّاجِفَةُ }: النفخة الأولى التي يرجف بها كل شيء ويموت وبينهما أربعون سنة يمطر فيها ماء كالنطف { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ }: قلقة { أَبْصَارُهَا }: أي: أبصار أصحابها { خَاشِعَةٌ }: ذليلة، لأنهم { يَقُولُونَ }: في الدنيا { أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ }: أي إلى أول أمرنا في الحياة بعد موتنا والحال أنا في قبور ذات حفر { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً }: بالية، نرد؟! { قَالُواْ } استهزاء: { تِلْكَ إِذاً } إن صحت { كَرَّةٌ }: رجعةٌ { خَاسِرَةٌ }: ذات خسر علينا لتكذيبنا بها،، قال تعالى: لا تستصعبوها { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ }: صيحة { فَإِذَا هُم } أحياء { بِٱلسَّاهِرَ }: أي في الأرض المستوية { هَلْ } أي: قد { أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ }: ليُسلِّيك على تكذيبهم { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى }: أسمه كما مر قائلا: { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ }: تكبر { فَقُلْ هَل لَّكَ } ميل { إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ }: تتطهر من الكفر { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ }: معرفة { رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ }: عقابه، ذهب { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ }: من آياته أي: العصا { فَكَذَّبَ }: بها { وَعَصَىٰ }: الله تعالى { ثُمَّ أَدْبَرَ }: عن الطاعة { يَسْعَىٰ }: في إبطال أمره { فَحَشَرَ }: فجمع جنوده { فَنَادَىٰ } فيهم بصوت رفيع { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ }: لا رب فوقي، وكانوا عبدة الأصنام، هذا بعد قولهمَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } [القصص: 38] بأربعين سنة، فأمهله حتى تكلم بهذا { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ }: بالعذاب { نَكَالَ } أي: عقوبة { ٱلآخِرَةِ }: بالنار { وَٱلأُوْلَىٰ }: بالإغراق، أو عقوبة الكلمتين { إِنَّ فِي ذَلِكَ }: المذكور { لَعِبْرَةً لِّمَن }: شأنه أن { يَخْشَىٰ * ءَأَنتُمْ }: يا منكري البعث { أَشَدُّ }: أصعب { خَلْقاً }: بعد الموت { أَمِ ٱلسَّمَآءُ } بين كيفية خلقها بقوله { بَنَاهَا }: وبين البناء بقوله { رَفَعَ سَمْكَهَا }: أي: م قدار ذهابها في سمت العلو { فَسَوَّاهَا }: جعلها مستوية بلا تفاوت وفطور { وَأَغْطَشَ }: أظلم { لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ }: أبرز { ضُحَاهَا }: ضوء شمسها { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } بسطها، والحال أنه قد { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا }: ثبتها، وسبق الكلام فيه في آيتي:ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } [الأعراف: 54] { مَتَاعاً }: تمتيعا لكم { وَلأَنْعَامِكُمْ * فَإِذَا جَآءَتِ }: الداهية { ٱلطَّآمَّةُ }: تطم وتعلو الدواهي { ٱلْكُبْرَىٰ }: النفخة الثانية أو القيامة { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ }: أي عمله برؤيته في صحيفته { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ }: أي: لكل راء { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ }: تمرد { وَآثَرَ }: أختبار { ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا }: أي: شهواتها على الآخرة { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ }: أي مأواه { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ }: أي: القيام لديه في القيامة { وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ }: أي الشهوات { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ }: أي: مأواه { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ }: متى { مُرْسَٰهَا }: أي: إقامتها { فِيمَ }: أي: في أي: شيء { أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا }: أي: ذكر وقتها لهم، إذ لا ينفعهم ولا تعلمها { إِلَىٰ رَبِّكَ }: وحده { مُنتَهَٰهَآ } منتهى عملها { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا }: لا يعين وقتها { كَأَنَّهُمْ }: في استصغار لبثهم في الدنيا { يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ }: في الدنيا { إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا }: أي: الضحى التي تلي تلك العشية، وهي ساعة من نهار، وإنما أضاف لإفادة التقليل - واللهُ أعلم بالصّواب.