الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُغْشِي ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلأَمْرُ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ }: القرآن، { فَصَّلْنَاهُ }: بينا أحكامه، { عَلَىٰ عِلْمٍ }: منا بما فصل فيه حال كونه، { هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنظُرُونَ }: ينتظرون، { إِلاَّ تَأْوِيلَهُ }: ما يؤول إليه من تبين صدقه { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ }: وهو يوم القيامة، { يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ }: تركوا الإيمان والعمل به، { مِن قَبْلُ }: قبل ذلك اليوم، { قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ }: وكذبناهم { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ }: اليوم، { أَوْ }: هل، { نُرَدُّ }: إلى الدنيا { فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ }: بصرف عمرهم في الكفر { وَضَلَّ }: بطل { عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }: من نفع آلهتهم { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي }: مقدار، { سِتَّةِ أَيَّامٍ }: للدنيا إذ لم يكن حينئذ يوم أو ستة أوقات مثل:وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ } [الأنفال: 16]، والمكث للحث على التأني، ولتشهد الملائكة شيئا بعد شيء فيعتبرون، { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ }: كما يليق بجلاله بلا كيف، أو بمعنى: استولى، والعرش هو الجسم المحيط بسائر الأجسام، وقيل: الملك، { يُغْشِي }: يلبس ويغطي، { ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ }: وحذف عكسه للعلم به، أو لأن اللفظ يحتملهما، { يَطْلُبُهُ }: يعقبه، { حَثِيثاً }: سريعا، كالطالب له بلا فصل بينهما، { وَ }: خلق { ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ }: بقضائه، { أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ }: المذكور في خلق السماوات { وَٱلأَمْرُ } بالتسخير المذكور { تَبَارَكَ }: تعالى وتعظَّم، { ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ * ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً }: ذوي تذلل، { وَخُفْيَةً }: والأصح أن الصياح في الدعاء مكروهٌ، { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ }: المتجاوزين ما أمروا به كطلب ما ليس في رتبتهم ، وكإطنابه، يؤيده الحديث، وكالصِّياح فيه، { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ }: بالمعاصي، { بَعْدَ إِصْلاَحِهَا }: بشرع الأحكام أو بعد خلقها على الوجه الأصلح، { وَٱدْعُوهُ خَوْفاً }: من عقابه { وَطَمَعاً }: في ثوابه { إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ }: ثوابه، أمرٌ { قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ }: المطيعين.