الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } * { فَرِيقاً هَدَىٰ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } * { يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } * { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْيَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }

{ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً }: ككشفهم عوراتهم في الطواف، { قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا }: إذ زعموا أنهم على دين إسماعيل { قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ }: كما تقولون { أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }: من أنه أمره به، { قُلْ أَمَرَ }: ني، { رَبِّي بِٱلْقِسْطِ }: بالعدل، { وَ }: بأن، { أَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ }: نحو القبلة، { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ }: وقت سجوده أو موضعه، ولا تؤخروا الصلاة إلى مسجدكم كاليهود، كذا فسر ابن عباس { وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ }: الطاعة، { كَمَا بَدَأَكُمْ }: بالاختراع أوَّلاً { تَعُودُونَ }: بإعادته فتجزون، فالتشبيه في مجرد الخلق بلا كيفية { فَرِيقاً هَدَىٰ }: إلى الإيمان، { وَفَرِيقاً }: نصب بنحو خذل الذي يفسرهُ { حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ }: أي: خذلهم { إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ }: فيتبعونهم { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ }: ثياباً تستر عوراتكم { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ }: كصلاة وطواف { وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ }: بالتعدي إلى الحرام أو الإفراط قال ابن عباس رضي الله عنه " كُلْ مَا شِئْت ما أخطأتك خصلتان: سَرفٌ أو مَخيْلَة ". أو بتحريم الحلال، إذ كانوا يَطوفون عُراةً ولا يأكلون دسماً في حجِّهم، { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ }: من النبات والحيوان والمعادن { لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ }: المستلذات، { مِنَ ٱلرِّزْقِ }: حيث حرَّمتم زينته في الطواف ورزقهُ في الحجّ { قُلْ هِي }: الطيبات مخلوقة، { لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }: أصالة وللكفار تبعاً، { خَالِصَةً }: فهي حال والعامل اللَّام، للمؤمنين { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ }: أو من له التنغيصات كما في الدنيا، { كَذَلِكَ }: التفضيل، { نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ }: ما تزايد قبه كالكبائر، { مَا ظَهَرَ مِنْهَا }: جهرها { وَمَا بَطَنَ }: سِرُّها { وَٱلإِثْمَ }: كله تعميمٌ بعْدَ تخصيص، { وَٱلْبَغْيَ }: الظلم { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ }: تأكيد للبغي، أو البغي: الكبر، { وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ }: بإشراكه { سُلْطَاناً }: برهاناً { وَأَن تَقُولُواْ }: تفتروا { عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَلِكُلِّ أُمَّةٍ }: مكذبة للرُّسل كأهل مكة، { أَجَلٌ }: لنزول عذابهم { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }: استئناف لأن " إذا " الشرطية لا يترتب عليها إلا مستقبل.