الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ بِآيَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { حَقِيقٌ عَلَىٰ أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } * { وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } * { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } * { يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } * { وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْوۤاْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ } * { قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } * { قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّآ أَلْقَوْاْ سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } * { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } * { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ صَاغِرِينَ } * { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } * { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } * { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ }

{ وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم }: أكثر الأمم الماضية { مِّنْ }: وفاءِ { عَهْدٍ }: كان بينهم وبين الله أو رسله، { وَإِن }: إنه، { وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ }: خارجين عن طاعتنا، { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم }: بعد الرُّسُل { مُّوسَىٰ بِآيَٰتِنَآ }: معجزاته { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ }: أشرف قومه، فإنهم إن أسلموا اتبعهم الرعايا، { فَظَلَمُواْ }: بالآيات لكفرهم { بِهَا } { فَٱنْظُرْ }: يا مُحمَّدُ { كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ * وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَىٰ أَنْ }: أي: بأن بتشديد الياء، أي حقيق بالرسالة على أن، { لاَّ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ }: لا أنسب إليه، { إِلاَّ ٱلْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ }: مُعجزة { مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ }: لنروح إلى الأرض المقدسة فإن فرعون كان استخدمهم بالأعمال الشَّاقَّة { قَالَ } فرعونُ: { إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ }: أحْضرها، { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ * فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ }: حية عظيمة، { مُّبِينٌ }: قيل: ما أشعر فاغراً فاه، بين لحييه ثمانون ذراعاً، فقصد فرعون فازدحم مع قومه، فمات منهم خمسة وعشرون ألفاً، { وَنَزَعَ }: أخرج، { يَدَهُ }: من جيبه بعدما أدخلها فيه { فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ }: بحيثُ غلب شعاعها نور الشمس { لِلنَّاظِرِينَ }: أي: لا في جبلَّتها لأنه كان آدم، { قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ }: مُوافقين لقوله كما في الشعراء: { إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ }: يا معشر القِبطِ { مِّنْ أَرْضِكُمْ }: مصر، { فَمَاذَا تَأْمُرُونَ }: تشيرون في أمره من المؤامرة، { قَالُوۤاْ }: بعد اتفاقهم: { أَرْجِهْ }: أخِّر أمرهُ، أصله: أرجئة، { وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ }: مدائن صعيد مصر، رجالاً { حَاشِرِينَ }: جامعين سحرها، { يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ }: بعد طلبهم، { قَالْوۤاْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ }: على موسى، { قَالَ نَعَمْ }: إن لكم أجراً { وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ * قَالُواْ }: اعتمادا على غلبتهم أو أدباً كأهل الصنائع: { يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ }: عصاك أولاً، { وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ }: آلات سحرنا، { قَالَ }: موسى كرماً أو ازدراء بهم، { أَلْقُوْاْ فَلَمَّآ أَلْقَوْاْ سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ }: خيَّلوا إلى أعينهم ما لا حقيقة له، { وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ }: خوّفوهم، كانوا خمسة عشر ألفاً مع كلِّ واحد عَصا وحبال فجعلوها حيات، وبينَّا في البقرة أنه من السحر { وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ }: فألقاها، { فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ }: تبتلع، { مَا يَأْفِكُونَ }: يزورونه { فَوَقَعَ }: ثبت { ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ }: فرعون وقومه، { هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ }: صاروا، { صَاغِرِينَ }: ذليلين مغلوبين، { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ }: وهذا لا ينافي سجودهم طوعاً { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ }: لا رب القبط يزعمهم، واعلم أنه يجوز نبيان في زمان لا إمامان لأن قيامهما بالاجتهاد قد يؤدي إلى إختلاف الكلمة في بعض الأمور { قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ }: أُرخِّص { لَكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ }: حيلة { مَّكَرْتُمُوهُ }: أنتم وموسى { فِي ٱلْمَدِينَةِ }: قبل الخروج منها، { لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا }: القبط لتختصَّ مصر بكم، { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }: عاقبة أمْرِكم وهي إني { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ }: مختلفات اليد اليمنى، والرجل اليسرى { ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوۤاْ إِنَّآ }: بالموت، { إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ }: فلا نخافُ وعيدكم، { وَمَا تَنقِمُ }: تنكرُ { مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا }: ثم توجهوا إلى الله تعالى قائلين، { رَبَّنَآ أَفْرِغْ }: أفض { عَلَيْنَا صَبْراً }: لنثبت على دينك { وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ * وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ }: إغراءً له، { أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ }: بدعوتهم إلى عبادة غيرك { وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ }: هي أصنامٌ صنعها لهم ليعبدوها تقرباً إليه وفي التوراة ما يدل على أنه كان له أمراء على كل قبيلة تُسمَّى آلهتهم { قَالَ } فرعون: { سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي }: نترك أحياءً { نِسَآءَهُمْ }: للخدمة كما فعلنا بهم أولاً، { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ }: نغلبهم.