الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُل للَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ } * { قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } * { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } * { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ }

{ قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: خلقا ومُلْكا، { قُل للَّهِ }: فإنهم لا ينكرونهم، { كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ }: التزمها تفضُّلا، ومنها الهداية إلى معرفته والإمهال على الكفر، { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ } في { يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ }: فيجازيكم، { لاَ رَيْبَ فِيهِ }: في ذلك اليوم، { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ }: بتضييعهم فطرتهم، { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَهُ مَا سَكَنَ }: استقر، { فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ }: أي: ما اشتملا عليه، يعني في كل الأزمنة، وقدم الليل لأنه الأول، ومناسب لقوله تعالى:لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } [يونس: 67، القصص: 73، غافر: 61] فيكون من السكنى أو من السكون، واكتفى بأحد الضدين، { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }: فلا يخفى عليه شيء { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً }: معبودا، { فَاطِرِ }: مبدع، { ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ }: أي: مُحتاجٌ إليه غير محتاج، عبر بالإطعام لأن حجتنا إليه أكثر، { قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ }: وهو سابق أمته إسلاما، { وَ }: قيل لي: { لاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ }: بمداهنتهم، { قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }: تعريض باستحقاقهم { مَّن يُصْرَفْ }: الله، أو يصرف العذاب { عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ }: الصَّرف، { ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ * وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ }: كمريض قيل: الباء للتعدية إلى المفعول الثاني وإن كانت التعَّديةُ بالباء في المعتدي قليلاً أي: يجعلك مَاسّ الضر، وأصل المس تلاقي جسمين، { فَلاَ كَاشِفَ لَهُ }: مزيل، { إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ }: كصحة، { فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ }: ولا راد لفضله، { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ }: الغالب المستعلي، { فَوْقَ عِبَادِهِ }: استعلاء يليق بجلاله والقهر إما للغلبة، أو التذليل، وهذا من الأول، وكذا:وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } [الأعراف: 127]، ومن الثاني:فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } [الضحى: 9]، { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ }: في أفعاله، { ٱلْخَبِيرُ }: بخفياتنا.