الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلأَنْعَٰمِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـٰذَا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَىٰ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ للَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { وَكَذٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَٰدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }

{ وَجَعَلُواْ }: مشركوا العرب، { للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ }: خلق { مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلأَنْعَٰمِ نَصِيباً }: وللأصنام نصيبا، { فَقَالُواْ هَـٰذَا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ }: أصل الزَّعم: حكاية قول يكون مظنة الكذب، { وَهَـٰذَا لِشُرَكَآئِنَا }: فجعلوا مصرف نصيب الله الضيف، ومصرف نصيب الأوثان خدمها، فإن سقط من ثمار نصيب الأوثان شيء ردُّوه إليه، وإن هلك منه شيء جعلوا مكانه من نصيب الله، وإن هلك من نصيب الله شيء أو سقط منه في نصيب الأوثان شيء خلُّوه، وقالوا: الله غنيٌ وهي فقير خدمها محتاجون، وهذا قوله: { فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَىٰ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ للَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }: حكمهم هذا، { وَكَذٰلِكَ }: التزيين، { زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَٰدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ }: الشياطين فإنهم يعبدونهم حقيقة كما مر، { لِيُرْدُوهُمْ } ليهلكوهم، { وَلِيَلْبِسُواْ }: ليخلطوا، { عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ }: إذ كانوا على دين إسماعيل فرجعوا، { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }: على الله.