الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } * { ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحْيِـي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } * { ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ } * { سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } * { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } * { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } * { ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ٱبتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ رِضْوَانِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }

{ أَلَمْ يَأْنِ }: ما حَان { لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ }: مطلقاً { وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ }: القرآن، أي: عند سماعهما { وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ }: أي: أهل الكتابين { فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ }: الأمر أو زمن العمر { فَقَسَتْ }: صلبت { قُلُوبُهُمْ }: بالميل إلى الدنيا { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ * ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحْيِـي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا }: فلا تيأسوا من أن تلين قلوبكم بالطاعة { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ }: المتصدقين { وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ }: الذين { وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً }: لوجهه { يُضَاعَفُ لَهُمْ }: ثوابه { وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ }: حسن { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ }: أي: هم بمنزلتهما { عِندَ رَبِّهِمْ }: وفي الحديث: " مؤمنو أمتي شهداء " { لَهُمْ أَجْرُهُمْ }: أجر الفريقين { وَنُورُهُمْ }: نور الفريقين، ولكن بلا تضعيف للتفاوت { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ }: دل على خلودهم { ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا }: مما لا يتوصل به إلى النجاة { لَعِبٌ }: أمر خيالي كلعب الصبي بلا فائدة { وَلَهْوٌ }: يلهون به عما ينفع { وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ }: بالأنساب { بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ }: مباهاة، هي في سرعة زوالها { كَمَثَلِ غَيْثٍ } مطر { أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ }: الحُرَّاثَ { نَبَاتُهُ }: أو الكافر بالله تعالى لأنه أشد إعجابا بزينتها والمؤمن ينتقل فكره منها إلى قدرة صانعها { ثُمَّ يَهِيجُ }: ييبس بعاهة { فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً }: فتاتا يابسا { وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ }: فاطلبوا خيرهما { وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ }: أي: متاع يُغَرُّ به المشتري فيشتريه ثم يتبين فساده، وما معه إلا الندم { سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ }: موجبات { مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ }: أي: لكل مطيع جنة بهذه الصفة، وسبق الكلام فيه في آل عمران، ولا استبعاد في أن يكون المخلوق فوق الشيء أعظم منه، إذا العرش أعظم المخلوقات، وهو فوق السماء السابعة { أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ }: أفهم أن مجرد الإيمان يوجبها { ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ }: بلا وجوب عليه { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }: فلا يعبد ذلك عنه { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ }: كجدب { وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ }: كمرض { إِلاَّ }: مسطورة { فِي كِتَٰبٍ }: أي: اللوح { مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ }: نخلقها { إِنَّ ذَٰلِكَ }: الكتاب { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ }: ذلك الكتاب { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ }: تحزنوا { عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ }: حزن جزع { وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ }: فرح بطر، بل شكرا، في الحديث: " من عرف سر الله تعالى في القدر هانت عليه المصائب " { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ }: متكبر { فَخُورٍ }: على الناس بما أوتي { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ }: لأنهم القدوة فيه { وَمَن يَتَوَلَّ }: عن الطاعة { فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ }: عنها { ٱلْحَمِيدُ }: في ذاته وإن لم يشكره { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ }: من المعجزات { وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ }: جنسه { وَٱلْمِيزَانَ }: العدل أو ميزان نوح { لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ }: بالعدل { وَأَنزَلْنَا }: أنشأنا { ٱلْحَدِيدَ }: الذي يدفع ما لا ينبغي نزل مع آدم الحجر الأسود وعصا موسى والسندان، والكلبتان والمطرقة، وروي أنا لحديد نزل يوم الثلاثاء، ولذا نهئ عن الفصد والحجامة فيه، وفي الحديث:

السابقالتالي
2