الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } * { وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } * { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } * { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } * { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } * { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } * { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } * { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَٱزْدُجِرَ } * { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } * { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } * { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } * { وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } * { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } * { وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } * { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } * { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } * { سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } * { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ }

إلَّا آية:سَيُهْزَمُ } [القمر: 45]. لَمَّا قال:أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } [النجم: 57]، بينها بقوله سبحانه وتعالى: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ }: القيامة { وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ }: ليلة لابد فلقتين حين سأوله صلى الله عليه وسلم، وهو علامة قربها { وَإِن يَرَوْاْ آيَةً }: معجزة { يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ }: هي { سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ }: مُطَّرد، لما رأوا تتابع معجزاته، أو محكم { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ }: في تكذيبه { وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ }: منته إلى غاية من خير أو شر { وَلَقَدْ جَآءَهُم }: في القرآن { مِّنَ ٱلأَنبَآءِ }: من إهلاك الأمم المكذبة { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ }: ازدجار وزجر عما هم فيه، هو { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ }: تامة { فَمَا تُغْنِ }: { ٱلنُّذُرُ }: الإنذار جمع نذير، بمعنى المنذر أوالمنذر منه { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ }: نسخ بالقتال { يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ }: إسرافيل بالنفخة الثانية { إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ }: منكر تنكره النفس { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ }: بالإفراد ظاهر، وبالجمع حسن بخلاف نحو: قائمين غلمانه، لأن صيغته لا تشبه الفعل { يَخْرُجُونَ }: الناس { مِنَ ٱلأَجْدَاثِ }: القبور { كَأَنَّهُمْ }: حيرةً وانتشاراً { جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ * مُّهْطِعِينَ }: مسرعين مادي أعناقهم { إِلَى }: صوب { ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ * كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ }: قبل قريش { قَوْمُ نُوحٍ }: الرسل { فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا }: نوحا { وَقَالُواْ }: هو { مَجْنُونٌ وَٱزْدُجِرَ }: زجر بالأذيات { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي }: أي: بأني { مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ }: انتقم لي { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ }: ينصب غاية أربعين يوما { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ }: حال كون كلها { عُيُوناً }: أصله فجرنا عيونها فغير مبالغة { فَالْتَقَى ٱلمَآءُ }: منهما { عَلَىٰ أَمْرٍ }: أي حال { قَدْ قُدِرَ }: أزلا بلا تفاوت { وَحَمَلْنَاهُ }: نوحا { عَلَىٰ }: سفينة { ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ }: جمع دسارٍ ما يشد به الألواح { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا }: بمرأى منا حفظا، وفعلناه { جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ }: هو نوحٌ فإنه نعمةٌ كفروها { وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا }: الفعل { آيَةً }: عبرة { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }: معتبر بها { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ }: إنذاري كما مر، جمعه ووح العذاب إشارة إلى غلبة رحمته، إذ الإنذار للأشفاق { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا } سَهَّلنا { ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ }: للاتعاظ والحفظ { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }: كرّرها إشعار بأن استماع كل قصة يستدعي الاتعاض، واستنافا للتنبيه { كَذَّبَتْ عَادٌ }: هودا { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ }: لهم { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً }: شديد الهبوب، أو البرد { فِي يَوْمِ نَحْسٍ }: على أعداء الدين فقط { مُّسْتَمِرٍّ }: عليهم شؤمه، كان أربعاء آخر الشهر، واستجيب فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهره وعصره، وإنما أفرد هنا قال في السجدة:أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } [فصلت: 16] وفي الحاق:سَبْعَ لَيَالٍ } [الحاقة: 7] إلى آخره، إذ المراد باليوم هنا: الوقت كا مر، وبالاستمرار امتداده أياما، وهنا اختصر حكايتهم وبسط فيهما { تَنزِعُ } تقلع { ٱلنَّاسَ }: من الشعاب والحفر التي اندسوا فيها فرمتهم على رؤوسهم، وروي أنها قلعت رؤوسم أولا ثم كبتهم على وجوههم { كَأَنَّهُمْ }: في طول قامتهم مصروعين بلا رؤوس { أَعْجَازُ }: أصول { نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ }: مُنْقلع، ذكره لفظاً { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ }: كما مر { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ }: بالإنذار الذي جاء به صالحٌ، أو بالرسل { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً }: لاتبع له { نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ }: جمع سعير، بمعنى " عذاب " ، أو هو الجنون { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ }: الوحي { عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا }: وفينا أحق منه { بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ }: شديد البطر، وهو أبلغ من الفرح، ولا يكون إلا بحسب الأهواء ثم قال تعالى لصالح { سَيَعْلَمُونَ غَداً }: عند نزول عذابهم { مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ * إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ }: من الصخرة كما مر { فِتْنَةً }: امتحانا { لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ }: فيما يصنعون { وَٱصْطَبِرْ }: على أذاهم.