الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } * { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ } * { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } * { عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ } * { ذُو مِرَّةٍ فَٱسْتَوَىٰ } * { وَهُوَ بِٱلأُفُقِ ٱلأَعْلَىٰ } * { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ } * { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ } * { فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ } * { مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } * { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ } * { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } * { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ } * { إِذْ يَغْشَىٰ ٱلسِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ } * { مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ } * { لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ } * { أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ } * { وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ } * { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } * { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } * { إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } * { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } * { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } * { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ }

لَمَّا بيَّن صدقه صلى الله عليه وسلم وبراءته مما رموه به، أكَّده بالقسم عليه بالنجم الغارب لمناسبته مع إدبار النجوم، فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَٱلنَّجْمِ }: حسنه أو الثريان وفي الحديث: " ما طلع النجم قط وفي الأرض من العاهة شيءٌ إلا رفع " أَوْ مِنَ القرآن { إِذَا هَوَىٰ }: غرب أو نزل { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ }: عليه الصلاة والسلام { وَمَا غَوَىٰ }: ما اعتقد باطلا { وَمَا يَنطِقُ }: القرآن { عَنِ ٱلْهَوَىٰ }: هو نفسه { إِنْ } مَا { هُوَ } منطوقه { إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ }: إليه { عَلَّمَهُ }: ملك { شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ }: جبريل { ذُو مِرَّةٍ }: قوة شديدة أو إحكام في العقل، أو منظر حسن { فَٱسْتَوَىٰ }: استقام على صورته الحقيقية، فرآه صلى الله عليه وسلم كذلك، أو استوى بقوته على دنو محمد صلى الله عليه وسلم { وَهُوَ بِٱلأُفُقِ ٱلأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا }: من محمد صلى الله عليه وسلم في صورة آدميّ { فَتَدَلَّىٰ }: فنزل عليه مع تعلقه بمكانه لشدة قوته { فَكَانَ }: منه { قَابَ }: قدر { قَوْسَيْنِ }: مما يرمى به، أو ما يُقاس به بمعنى ذراعين أو: قلب قالب قوس، وهو منه ما بين المقبض والسّية { أَوْ أَدْنَىٰ }: منه على تقديركم، والمقصود تمثيل غاية القرب { فَأَوْحَىٰ }: جبريلُ { إِلَىٰ عَبْدِهِ }: تعالى { مَآ أَوْحَىٰ }: أو كل الضمائر إلى الله تعالى كما عليه ابن عباس الحسن، ومحمد بن كعب، وجعفر بن محمد، وغيرهم، والأول للأكثرين، وهو تعالى شديد القوة ذو مرة لأنه ذو القوة المتين { مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ }: فؤاد محمد عليه الصلاة والسلام { مَا رَأَىٰ }: ببصره من جبريل أو ربه تعالى، أي: لم يكن تخيلا كاذبا { أَفَتُمَارُونَهُ }: تجادلونه { عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ }: بصورته نازلا { نَزْلَةً أُخْرَىٰ }: ليلة الإسراء، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه رأى ربه، والجمهور على الاول { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ }: التي ينتهي إليها علم الخلائق وأعمالهم، وهي في السماء السابعة، أو عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد، وهي { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ }: مأوى الملائكة أو المتقين { إِذْ يَغْشَىٰ ٱلسِّدْرَةَ }: ما لا يحصى من عباد الملائكة { مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ }: مال { ٱلْبَصَرُ }: بصره صلى الله عليه وسلم عما رآه { وَمَا طَغَىٰ }: تجاوزه أدبا واستيفانا والله { لَقَدْ رَأَىٰ }: فيها { مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ }: الملكية والملكوتية كجبريل في ستماة جناح، وأكثر أجله المحدثين كما نقله الشيخ ابن كثير على أنه ما صح من الصحابة رؤيته عليه الصلاة والسلام بالبصر، وعليه الصوفية { أَ } بعد هذا البيان بقيتم على مرائكم { فَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ }: صنم عبده ثقيفٌ بالطائف، عنوا بها مؤنث الله { وَٱلْعُزَّىٰ }: من العزيز، شجرة عبدها غَطفانُ بين مكة والطائف { وَمَنَاةَ }: من مناة أي: قطعة، صنم بين الحرمين عبده هذيل أو يقيف في مذبح قرابينهم، أو هي لقريش بنخلة { ٱلثَّالِثَةَ }: للأولين { ٱلأُخْرَىٰ }: المتأخرة ربتة عندكم، وثاني مفعولي رأيتم بنات الله الدال عليه { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ }: إذ كانوا يكرهون النبات { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ }: جائزة { إِنْ }: ما { هِيَ }: المذكورات { إِلاَّ أَسْمَآءٌ }: لخلوقها عن معنى الألوهية { سَمَّيْتُمُوهَآ }: بها { أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا } أي: بعبادتها { مِن سُلْطَانٍ }: حجة { إِن }: ما { يَتَّبِعُونَ }: بعبادتهم { إِلاَّ ٱلظَّنَّ }: أي: توهم حقيته { وَمَا تَهْوَى }: تشتهيه { ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ }: الرسول بالكتاب فتركوه { أَمْ }: بل { لِلإِنسَانِ }: كل { مَا تَمَنَّىٰ }: كشفاعة الأصنام، لا { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ }: الدنيا، يطي ما يشاء لمن يشاء منهما { وَكَمْ }: كثير { مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ }: مع كرامتهم { لاَ تُغْنِي }: لاتنفع { شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ }: لهم فيها { لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ }: فكيف يشفع جماد.