الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّا نَصَارَىٰ ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } * { وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ } * { وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلصَّالِحِينَ } * { فَأَثَابَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُوْلَـۤئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْجَحِيمِ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ } * { لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَٱحْفَظُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ }: اليهود أعدى، ولذا قدمهم، وفي الحديث: " ما خَلَا يهوديَّان بمسلم إلَّا هَمَّا بقتله " { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ }: زعموا، { إِنَّا نَصَارَىٰ }: لدين الله، { ذٰلِكَ }: القرب، { بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ }: علماء من القَسّ بالفتح: التتبع، وبالكسر: رئيس النَّصارى، { وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ }: عبادا، { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }: كاليهود، دل على أن التواضع، وتَرك الشَّهوة، والعلم محمودة ولو من كافر، { وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ }: محمد -صلى الله عليه وسلم- وهُمْ وقد النجاشي، { تَرَىۤ }: تُبصرُ، { أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ }: تسيل، { مِنَ ٱلدَّمْعِ }: فيه مجاز للمبالغة، { مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ }: القرآن، { يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا }: بذلك، { فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ }: بأنه حق، { وَمَا }: أي: شيء يحصل، { لَنَا لاَ نُؤْمِنُ }: غير مؤمنين، { بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْحَقِّ }: القرآن، { وَ }: ما لنا لا، { نَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلصَّالِحِينَ }: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، { فَأَثَابَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ }: بقولهم: إلى آخره { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ * وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ }: ككفرة أهل الكتاب، { أُوْلَـۤئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْجَحِيمِ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ }: ما طَابَ، ولَذَّ من { مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ }: لا تظلموا أنفسكمفي تحريم المباح كاللحم والدسم والنساء، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ * وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلاً طَيِّباً }: كما مرَّ، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ * لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ }: هو ما سبق إليه اللسان بلا قصد، كلا والله، وبلى والله، كما صَحَّ في الحديث، وعليه الشافعي رضي الله عنه، { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ }: وثقتم، { ٱلأَيْمَانَ }: عليه بالنية إذا حنثتم، { فَكَفَّارَتُهُ }: كفارة نكثة التي تدفع إثمه، { إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ }: من لم يجد ما يكفيه، { مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ }: في بلدكم نوعا وقدرا، وهو مد لكل مسكين عند الشافعي رضي الله عنه ونصفُ صَاع عندَ الحنفيَّةِ، { أَوْ كِسْوَتُهُمْ }: ما يقع عليه اسمُها وهو ثوبٌ يغطي العورة { أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ }: أي مؤمنة، قياسا على القتال، والخصال تخييرية، والأولى الثالث ثم الثاني، { فَمَن لَّمْ يَجِدْ }: واحداً منها، { فَصِيَامُ }: فكفارته صيام، { ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ }: ولا تتابع عند الشافعي، { ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ }: وخَنَثْتم، { وَٱحْفَظُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ }: بأن لا تحلفوا، وعن الحنث إلَّا في ترك مندوب أو فعل مكروه للسنة، { كَذٰلِكَ }: البيان، { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }: نعمهُ، { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ }: أنواع القمار، { وَٱلأَنصَابُ }: حجارةٌ كانوا يذبحون قرابينهم عندها تعظيما لها { وَٱلأَزْلاَمُ }: فسِّرت مرَّة، والمرادُ تعاطيها { رِجْسٌ }: هو النَّجس إلَّا أنه غالبٌ في المُسْتقذر طبعا، والرجس عقلا وكذا فسر بالإثم والسخط، { مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ }: لأنها مسببة تسويله { فَٱجْتَنِبُوهُ } الرَّجس، { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }: بالاجتناب.