الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } * { وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ } * { أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }

{ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ }:القرآن ملتبسا، { بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ }: جنس، { ٱلْكِتَابِ }: { وَمُهَيْمِناً } رقيباً وشاهداً من هيمن عليه: شهده وحفظه من الأمان كالمسيطر { عَلَيْهِ } على جنس الكتاب فما وافقه منها فحق، وغيره مُحَرَّف، { فَٱحْكُم بَيْنَهُم }: بين كل متحاكمين، { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ }: إليك { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ }: بالانحراف، { عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ لِكُلٍّ }: لكل أمة، { جَعَلْنَا مِنكُمْ }: أيها الناس، { شِرْعَةً }: سبيلا، { وَمِنْهَاجاً }: سنة أي: في الأحكام العملية، إذ لا خلاف في الأصول، فلا ينافي قوله:شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ } [الشورى: 13] وأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } [الأنعام: 90] إلى آخره لأنه عنى به الأصول على أنه يجوز أن نتعبد بشرع من قلبنا بزيادة خصوصيات في ديننا، { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً }: جماعة، { وَاحِدَةً }: في الشريعة، { وَلَـٰكِن }: لم يشأ، { لِّيَبْلُوَكُمْ }: ليختبركم، { فِي مَآ آتَاكُم }: من الشرائع، فيتميز المطيع من العاصي، { فَاسْتَبِقُوا }: ابتدوا، { الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }: بثواب الصادق وعذاب الفاسق، { وَ }: أنزلنا إليك: { أَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ } بين أهل الكتاب حيث قالوا: اقض لنا على خصمنا لنؤمن بك والناس تتبعنا، { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ }: إليك { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ }: مخافة، { أَن يَفْتِنُوكَ }: يُضلُّوك، { عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ }: عَمَّا حكمت، { فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم }: بعقوبة الدنيا، كإجلاء بني النضير وقتال قريظة، { بِبَعْضِ }: بشؤم بعض { ذُنُوبِهِمْ }: ومنها إعراضهم عن حكمك، { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ }: خارجون عن طاعة الله، { أَفَحُكْمَ }: الملة، { ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ }: يريدون وهو اتباع الهوى، { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }: اللام للبيان، نحو:هَيْتَ لَكَ } [يوسف: 23] أو للتخصيص لأنهم المنتفعون به.