{ إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى }: إلى الحق، { وَنُورٌ }: يكشف المبهمات، { يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ }: لا كاليهود فإنهم فإنهم لم يسلموا وأنزلناها: { لِلَّذِينَ هَادُواْ وَ }: يحكم بها، { ٱلرَّبَّانِيُّونَ }: الزهاد، { وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ }: أي بسَبَب أمر الله هؤلاء الثلاثة بحفظ كتابه من التغيير، وأما القرآن فما وقع فيه تغيير إذ لم يكن حفظه إلى غيره، بل قال:{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر:9] { وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ }: رقباء لئلا يبدل، { فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ }: أيها الشهود في إظهار حكم الله كنعت محمد وآية الرجم، { وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ }: تستبدلوا، { بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً }: حطام الدنيا، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ }: عنادا عمدا، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ * وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ }: على اليهود، { فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ }: مقتولة، { بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ }: مفقوءة { بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ }: مجدوع، { بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ }: مصلومة، { بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ }: مَقْلُوعة، { بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ }: ذات قصاص، فيما يكن الاقتصاص فيه، { فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ }: بالقصاص بالعفو عنه، { فَهُوَ }: التصدق، { كَفَّارَةٌ لَّهُ }: كل الدية لكل خطاياه، ونصفها لنصفها، وهكذا كما صَحَّ في الحديث، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ * وَقَفَّيْنَا }: اتبعناهم، { عَلَىٰ آثَارِهِم }: أي: النبيين، { بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ }: كالتوراة، { وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ }: لا تخالفه إلا في قليل، { وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ * وَ }: آتيناه لهم أو قلنا لهم: { لْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ }: قبل نسخه، { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ }: إليك، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }: الخارجون عن طاعته، وصفهم بالكفر لإنكارهم له، ثم بالظلم لحكمهم بخلافه ثم بالفسق لخروجهم عنه.