الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } * { مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } * { وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ } * { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ } * { إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ } * { فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } * { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ } * { مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } * { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } * { كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ } * { كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } * { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } * { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } * { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } * { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } * { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ }

{ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا }: بهلاكهم { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ }: الواقع { مِن }: جهة { فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً }: مُتكبراً { مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ * وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ }: منا باستحقاقهم { عَلَى ٱلْعَالَمِينَ }: عالمي زمانهم { وَآتَيْنَاهُم }: على يد موسى { مِّنَ ٱلآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ }: نقمة { مُّبِينٌ }: من فلق البحر وغيره { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ }: قريش { لَيَقُولُونَ * إِنْ }: ما { هِيَ }: العاقبة { إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ }: بزعمكم { وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ }: من القبر { فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا }: أحياء { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }: في البعث { أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ }: الحميري باني الحيرة وسمرقند، وقد شك النبي صلى الله عليه و سلم في نبوته و قومه سبأ، كانو كافرين في زمن موسى، و هو آمن بمحمد صلى الله عليه و سلم، ووصل كتاب عهده الذي التمس فيه شفاعته اليه، حكاه ابن إسحاق وغيره { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }: كعاد و ثمود { أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ * وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا }: الجنسين { لَـٰعِبِينَ }: أي: لو بطل الجزاء على العمل لكان الخلق أشبه شيء باللعب { مَا خَلَقْنَاهُمَآ }: مع ما بينهما { إِلاَّ }: ملتبسين { بِٱلْحَقِّ }: من البعث والجزاء ونحوه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ }: بين العباد أي: القيامة { مِيقَاتُهُمْ }: وقت موعدهم { أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لاَ يُغْنِي }: يدفع { مَوْلًى }: بقرابة وغيرها { عَن مَّوْلًى شَيْئاً }: من العذاب { وَلاَ هُمْ }: أي المولى، جمع للمعنى { يُنصَرُونَ }: منه { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ }: المؤمنون { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ }: في انتقامه { ٱلرَّحِيمُ }: لمن أراد { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ }: كما مر { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ }: كثير الإثم، كأبي جهل وصحبه { كَٱلْمُهْلِ }: النحاس الذائب ونحوه، أو دردي الزيد { يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ * كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ }: الشديد الحرارة، يقال لزبانية { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ }: جروه بالعنف { إِلَىٰ سَوَآءِ }: وسط { ٱلْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ }: أضافة بيانية، فيصب فيقطع أمعاءَه، فيقال له توبيخاً: { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ }: إذ قال أبو جهل حين نازع النبي صلى الله عليه وسلم: أنا العزيز الكريم { إِنَّ هَـٰذَا }: العذاب { مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ }: تشكون { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ }: يؤمنهم من كل خوف { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ }: رقيق الحرير { وَإِسْتَبْرَقٍ }: غليظه و ليس غليظها كغليظ الدنيا ليلزم النَّقْص، أو هي للعبيد، والأول للسادة، وقيل: سُمِّي به لشدة بريقه { مُّتَقَابِلِينَ }: بالمحبة لا يتدابرون بعضا أي: كما مر، الأمر { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم }: قرناهم { بِحُورٍ }: بيض { عِينٍ }: عظيمة العين { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ }: بإحضار كل { فَاكِهَةٍ }: يشتهونها { آمِنِينَ }: من المكاره { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ }: لكن { ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ }: ذاقوا في الدنيا أو الضمير للآخرة، والموت أوَّل أحوالها، فالاستثناء متصلً { وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ * فَضْلاً }: تَفضلًا { مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ }: سَهًلْنا القرآن { بِلِسَانِكَ }: بلغتك { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }: بعد فهمه { فَٱرْتَقِبْ }: النصر الموعود { إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ }: الدوائر عليكم نُسِخ بأية السَّيْفِ، والله تعالى أعلم.