الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ حـمۤ } * { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } * { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } * { أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } * { رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ } * { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } * { يَغْشَى ٱلنَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ } * { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } * { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } * { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } * { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ } * { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } * { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } * { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ } * { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } * { فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } * { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } * { كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } * { وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ } * { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } * { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ }

إلَّا آية:إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ } [الدخان: 15] لمَّا أمره بالصفح عن المشركين وهددهم، أتبعه بإنذارهم بيوم يغشاهم العذاب الأليم فقال { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * حـمۤ * وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ * إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ }: الكتاب من اللوح إلى بيت العزة من السماء الدنيا { فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ }: ليلة القدر عن الأكثر، وقيل: نصف شعبان وتسمى أيضا: ليلة البراءة والرحمة والصَّكّ، وبركتها لنزول القرآن والملائكة والرحمة فيها وإجابة الدعوة أو قسم النعم، قال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال، وعن عكرمة: يبرم في ليلة النصف من شعبان أمر السنة { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ }: بإنزاله { فِيهَا }: في تلك الليلة { يُفْرَقُ }: يفصل { كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }: محكم كم من أمور الخلق إلى مثل تلك الليلة، أعني به { أَمْراً }: حاصِلاً { مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ }: الرسل { رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ }: لأقوالكم { ٱلْعَلِيمُ }: بأحوالكم { رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ }: مريدين الإيقان فاعلموه { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ * بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ }: استهزاء بك، ولما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بسبع كسبع يوسف نزلت: { فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ }: أسند إليها لأنه يكفها عن المطر فقحطوا حتى رأوا لشدة جوعهم كدخان بين السماء والأرض { يَغْشَى ٱلنَّاسَ }: فقالوا { هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا }: فإنا { مْؤْمِنُونَ }: مصدقون نبيك أو هو دخان عد من أشراط الساعة، قال تعالى: { أَنَّىٰ }: من أين { لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ }: التذكر { وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ }: طرق الهدى { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ }: هو { مُعَلَّمٌ }: يعلمه عبد يهودي { مَّجْنُونٌ }: كل واحد قول بعض { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً }: هو مدة حياتهم { إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ }: على قول الثاني، هو أن يكشف عنهم بدعائهم ثم يرتدوا بعد أربعين يوما { يَوْمَ }: ظرف لمدلول منتقمون { نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ }: السطوة { ٱلْكُبْرَىٰ }: البدر او القيامة { إِنَّا مُنتَقِمُونَ }: منهم { وَلَقَدْ فَتَنَّا }: بلونا { قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ }: معه { وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ }: حسبا و نسبا، هو موسى { أَنْ }: بان { أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ }: بني إسرائيل ولا تعذبوهم { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }: على الوحي { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ }: تتكبروا { عَلَى ٱللَّهِ }: بمعصيته { إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ }: حجة { مُّبِينٍ }: على صدقي، فأودعوه بالرجم فقال: { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ }: تقتلون بالرجم { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ }: فاتركوني من حيث الأذى، فما تركوه { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ }: بأن { هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ }: تعريض بالدعاء عليهم فقال تعالى إن كانو كذلك { فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً }: اي: قبل قرب الصبح ، فلا تكرار { إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ }: يتبعكم فرعون و قومه { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ }: إذا قطعته مع قومك { رَهْواً }: مفتوحا ذا فجوة، أو ساكنا منفرجا ليأخذه مع قومه { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ }: فدخلوا بعدهم و غَرقوا { كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ }: بساتين { وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ }: مجلس { كَرِيمٍ }: حسن النضر { وَنَعْمَةٍ }: تنعم { كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ }: متنعمين، الأمر { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ }: بني إسرائيل { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ }: مصعد عملهم و مهبط رزقهم { وَٱلأَرْضُ }: مصلاهم و محل عبادتهم بخلاف المؤمنين أو أهلها { وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ }: ممهلين للتوبة.