الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَٰلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } * { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { بَلْ مَتَّعْتُ هَـٰؤُلاَءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } * { وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } * { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } * { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } * { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } * { وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } * { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } * { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } * { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } * { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } * { أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } * { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } * { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }

{ قَٰلَ أَ }:تتبعونهم { وَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ }: بدين أهدى { مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ }: وإن كان أهدى { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ }: بالاستئصال { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ }: واصبر { وَ }: اذكر { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ }: برئ { مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ }: غير { ٱلَّذِي فَطَرَنِي }: خلقني { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ }: إلى فوق ما هداني إليه والسين للتاكيد { وَجَعَلَهَا }: جعل الله تعالى أو إبراهيم كلمة التوحيد الدال عليه إلا الذي.. إلى آخره { كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ }: ذريته فلا يزال فيهم موحد { لَعَلَّهُمْ }: مشركهم { يَرْجِعُونَ }: بدعوة موحديهم { بَلْ مَتَّعْتُ هَـٰؤُلاَءِ }: قريش { وَآبَآءَهُمْ }: في الدنيا { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ }: القرآن { وَرَسُولٌ مُّبِينٌ }: كلمة الهدى { وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُواْ لَوْلاَ }: هلا { نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ }: إحدى { ٱلْقَرْيَتَيْنِ }: مكة والطائف { عَظِيمٍ }: بالجاه والمال، وليد بن مغيرة، وعروة بن مسعود، أو عمرو بن حبيب بن عمرو الثقفيين { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ }: نبوة { رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ }: أي: خويصة أمرهم { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }: وهم عاجزون عن تدبيرها، فكيف بتدبير أمر النبوة التي هي اعلى المراتب، وأفاد أن حلالها وحرامها من الله تعالى: { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }: بالمال { لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم }: الأغنياء { بَعْضاً }: الفقراء { سُخْرِيّاً }: الياء للنسبة، أي: مُسَخَّرًا في العمل لمظام العالم، فلا كمال في الاستخدام وكثرة المال، ولا نفص في الخدمة وفقر الحال { وَرَحْمَتُ رَبِّكَ }: كالنبوة وتوابعها { خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }: من الأموال والعَظِيْمُ من رُزق منها لا منه { وَلَوْلاَ }: كراهة { أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً }: مجتمعية على الكفر بأن رأوا الكفار في السعة فكفروا { لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ }: بدل من لـ " مَنْ " { سُقُفاً }: جمع سقف أو سقيفة، وهي الخشبة العريضة { مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ }: كالدرج من الفضة { عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ }: يعلون السطوح لحقارة الدنيا { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً }: من فضة { عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَ }: لجعلها لبيوتهم { زُخْرُفاً }: ذهبا، حاصلة أن الموضع الحقيقي للمال أيدي أهل الضلال نادر لدى أهل الكمال { وَإِن }: ما { كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا }: إلا وبتخفيفها إن مخففة { مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }: الزائلة { وَٱلآخِرَةُ }: حاصلة { عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }: خاصة، وتقليل دنياهم لآفاتها كما بينه: { وَمَن يَعْشُ }: يتعام ويعرض { عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ }: نقدر { لَهُ شَيْطَاناً }: أو نعوضه عن إغفاله الذكر { فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }: لا يفارقه { وَإِنَّهُمْ }: جنس الشياطين { لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ }: الحق { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }: جمع بمعنى من { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ }: ما بين المشرق والمغرب { فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ }: أنت، قال تعالى: { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ }: تمني البعد { إِذ ظَّلَمْتُمْ }: بكفركم { أَنَّكُمْ }: لأنكم { فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ }: كاشتراككم في سببه { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ }: مجاز عن تمرنهم في الكفر { وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }: بل لا يقدر عليه إلا الله تعالى، والعطف باعتبار تغاير الوصفين { فَإِمَّا }: صلة { نَذْهَبَنَّ بِكَ }: فإن نقبضك قبل تعذيبهم { فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ }: بعده { أَوْ نُرِيَنَّكَ }: أن نريك { ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ }: من العذاب { فَإِنَّا عَلَيْهِمْ }: على عذابهم { مُّقْتَدِرُونَ * فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ }: شرف { لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }: عن القيام بحقه { وَسْئَلْ }: عن أُمَمِ { مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }: المراد الاستشهاد بإجماعهم على التوحيد، أو اسئل الرسل ليلة الإسراء