الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } * { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } * { أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } * { وَيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } * { فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } * { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ } * { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } * { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } * { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } * { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } * { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } * { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } * { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ } * { لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } * { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } * { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } * { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { صِرَاطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ }

{ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ }: فائتين الله { فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ * وَمِنْ آيَاتِهِ }: السفن { ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ }: والسفن { كَٱلأَعْلاَمِ }: كالجبال عظما { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ }: يصرن { رَوَاكِدَ }: ثوابت { عَلَىٰ ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ }: على الشدائد { شَكُورٍ }: عند الرخاء، أي: المؤمن الكامل ذا " الإيمان نصفان: نصفٌ صَبرٌ ونِصفٌ شُكرٌ " { أَوْ يُوبِقْهُنَّ }: يهلك أهلهن بإغراقهم بنحو عصف { بِمَا كَسَبُوا }: إن يشأ { وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ }: فلا يسكن ريحهم ولا يوبقهم، والإسكان والإهلاك لينتقم منهم { وَيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ }: وبرفع " يعلم " ظاهر { فِيۤ آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ }: مفر من العذاب { فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ }: من المال { فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }: تتمتعون بها حياتكم { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ }: من الثواب { خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ }: ما فيه وعيد شديد { وَٱلْفَوَاحِشَ }: ما تزايد قبحه، تخصيص بعد تعميم { وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ }: يتجاوزون { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ }: بطاعته كالأنصار { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ }: ذو { شُورَىٰ }: تشاور { بَيْنَهُمْ }: والشورى: العرض، أي: لا يبرمون أمرا حتى يشاوروا { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ }: الظلم { هُمْ يَنتَصِرُونَ }: بقدر مشروع، أي: يعفون في محله، وينتقمون في محله { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا }: سماها بها ازدواجا وتحريضا على العفو { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ }: بينه وبين عدوه { فَأَجْرُهُ }: لازم { عَلَى ٱللَّهِ }: أُبْهمَ تعظيما { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ }: المتجاوزين في الانتقام { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ }: ظلم الظالم إياه { فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ }: بالمعاقبة { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ }: بها { عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ }: يفسدون { فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ }: أما بالحق كتخريب ديار الكفرة فلا يضر { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ }: على الأذى { وَغَفَرَ }: عنه { إِنَّ ذَلِكَ }: منه { لَمِنْ عَزْمِ }: معزوم { ٱلأُمُورِ }: مطلوبها { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ }: بعد إضلاله إياه { وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ }: في القيامة { يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ }: رجعة إلى الدنيا { مِّن سَبِيلٍ * وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا }: على النار الدال عليها العذاب { خَاشِعِينَ }: خاضعين { مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ }: إلى النار { مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ }: مسارقة، إذ لا يقدرون على فتح أجفانهم عليها كراهة { وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ }: حينئذ { إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ }: بالضلالة { وَأَهْلِيهِمْ }: بإضلال كما مرَّ { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ }: قال تعالى: { أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ }: دائم { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ }: إلى الهدى { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ }: بطاعته { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ }: لا ردَّ { لَهُ مِنَ ٱللَّهِ }: قبله بعدما أتى به { مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ }: إنكار لذنوبكم { فَإِنْ أَعْرَضُواْ }: عن الإجابة { فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }: لأعمالهم { إِنْ }: ما { عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ }: نسخ بآية القتال { وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ }: جنسه { مِنَّا رَحْمَةً }: كصحة وغنى { فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ }: بلاء { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ }:من المعاصي { فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ }: أفاد بالاظهار أن هذا الجنس موسوم بالكفران وبإذا، و " إنْ " تحقق النعمة لأنها تقتضيه بالذات بخلاف البلاء { لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً }: قدمها على الذكور لأنها أكثر لتكثير النسل، وللوصية برعايتهن، ثم تدارك تأخيرهم بالتعريف بقوله: { وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً }: ترك المشيئة فيه لرجوعه إلى الأولين، أفاد بتأخيرهن أن تقديمهن أولا، لم يكن لتقدمهن بل لمقتض آخر، وقيل: الأولان في المنفرد منهما والثالث في التوأمين { وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً }: لا يلد { إِنَّهُ عَلِيمٌ }: بخلقه { قَدِيرٌ }: على ما يشاء { وَمَا كَانَ }: ما صح { لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً }: أي: كلا ما خفيا يدركه بسرعة مشافهة أو مهتفا به في اليقظة، كقصة المعراج، وإلقاء الزبور في صدر داود أو في المنام كرؤيا إبراهيم، والمراد هنا المشافهة بقرنية { أَوْ }: إلا كلاما { مِن وَرَآءِ حِجَابٍ }: يسمع كلامه ولا يراه كموسى عليه الصلاة والسلام { أَوْ }: إلا أن { يُرْسِلَ رَسُولاً }: ملكا { فَيُوحِيَ }: الملك { بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ }: تعالى { إِنَّهُ عَلِيٌّ }: عن مماثلة الخلق { حَكِيمٌ }: في أفعاله { وَكَذَلِكَ }: الإيحاء { أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ }: يا محمد { رُوحاً }: وحيا يحيى القلوب أو جبريل { مِّنْ أَمْرِنَا }: الموحى إليك { مَا كُنتَ تَدْرِي }: قَبْلُ { مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ }: أي: شرايعه، إذ الأنبياء كانوا مؤمنين قبل الوحي، وهو صلى الله عليه وسلم كان على دين إبراهيم كما مرَّ { وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ }: الروح أو الكتاب أو الإيمان { نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }: الإسلام { صِرَاطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ }: خلقا وملكا { أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ }: ترجع { ٱلأُمُورُ }: بارتفاع الوسائط والتعليقات.