الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } * { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { تَرَى ٱلظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } * { ذَلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } * { وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَٱلْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ } * { وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ }

{ ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ }: مربيهم بصنوف بر لا تبلغه الأفهام { يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ }: منهم ما يشاء { وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ }: على مراده { ٱلْعَزِيزُ }: الغالب على أمره { مَن كَانَ يُرِيدُ }: بعمله { حَرْثَ ٱلآخِرَةِ }: استعارة للثواب، وأصله إلقاء البذر، ويقال للزرع { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ }: إلى سبعمائة وأكثر { وَمَن كَانَ يُرِيدُ }: بعمله { حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ }: شيئا { مِنْهَا }: قدر ما قسم له { وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }: إذ لكل امرئ ما نوى { أَمْ }: بل { لَهُمْ شُرَكَاءُ }: آلهة { شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ }: كالشرك ونحوه { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ }: وعده { ٱلْفَصْلِ }: في القيامة { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ }: وبَين المؤمنين بتعذيبهم عاجلا { وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ }: أي: إنّهمُ { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * تَرَى ٱلظَّالِمِينَ }: في القيامة { مُشْفِقِينَ }: خائفين { منِ }: وبال { مَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ }: أطيب بقاع { ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ }: الثواب { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ * ذَلِكَ }: الثواب { ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ }: على التبليغ { أَجْراً إِلاَّ }: لكن أسئلكم { ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ }: القرابة، أي: أن تؤدوني في الحق قرابتي منكم يا قريش، أو في التقرب إلى الله تعالى، أو في قرابتي، يعني عليا وفاطمة وابناهما رضي الله تعالى عنهم { وَمَن يَقْتَرِفْ }: يكتسب { حَسَنَةً }: كمودته فيها { نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً }: بمضاعفة الثواب { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }: يقبل القليل { أَمْ }: بل أَ { يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ }: محمد صلى الله عليه وسلم { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ }: يربط { عَلَىٰ قَلْبِكَ }: بالصبر على أذاهم { وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ وَيُحِقُّ }: يثبت { ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ }: القرآن فلو كان باطلا لمحقه { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ }: بما في { ٱلصُّدُورِ }: القلوب { وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ }: بالعفو وهي الندامة على الذنب من حيث هو محو ذنب وسيأتي بيانها في التحريم { وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ }: كلها لمن شاء ولو بلا توبة لظاهر العطف { وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }: فيجازي { وَيَسْتَجِيبُ }: دعاء { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ }: فيثبتهم { وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ }: على ما استحقوا بقبول شفاعتهم فيمن أحسن إليهم النار كما في الحديث { وَٱلْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ * وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِ }: بإغناء كلهم { لَبَغَوْاْ }: لأفسدوا { فِي ٱلأَرْضِ }: بطران نزلت في أهل الصفة أو العرب فلم يبسط { وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ }: بتقدير { مَّا يَشَآءُ }: من أرزاقهم { إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ }: بخفياتهم { بَصِيرٌ }: بجلياتهم { وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ }: مطرا يغيثهم { مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ }: منه { وَيَنشُرُ }: يبسط { رَحْمَتَهُ }: المطر { وَهُوَ ٱلْوَلِيُّ }: للمؤمنين { ٱلْحَمِيدُ }: على أفعاله { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَثَّ }: نشر { فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ }: " ودواب السماء مراكب أهل الجنة " كذا في الحديث، وقيل: الملائكة بهم دبيب مع طيرانهم { وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ }: للبعث { إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ * وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ }: في الدنيا { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ }: من المعاصي فلا يؤاخذكم به في الآخرة، كما في الحديث، ويؤيده: { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ }: منها، وهذا في العصاة، وأما غيرهم ولو طفلا فلرجع درجاتهم