الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } * { فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } * { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } * { فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { ذَلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ جَزَآءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ } * { وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } * { نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } * { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَلاَ تَسْتَوِي ٱلْحَسَنَةُ وَلاَ ٱلسَّيِّئَةُ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } * { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } * { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلَّيلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } * { فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ }

{ وَقَالُواْ }: تعجبا { لِجُلُودِهِمْ }: يخصصونها لأن شهادتها أعجب { لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ }: فلا عجب { وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ }: عند المعاصي مخافة { أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ }: كما كنتم تَتِرُون من الناس { وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ }: فاجترأتم بها { وَذَلِكُمْ }: الظن { ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ }: أهلككم { فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ }: في كون كلها من تتمة كلام الجلود خلافٌ { فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى }: منزل { لَّهُمْ }: لا ينفعهم صبرهم { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ }: يطلبواْ به العتبى، أي، الرجعة إلى الدنيا أو الرضا { فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ }: المجابين إليها { وَقَيَّضْنَا }: قدرتنا أو خلينا { لَهُمْ }: للكفرة { قُرَنَآءَ }: من الشياطين { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ }: معصيهم الماضية والآتية { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ }: بالعذاب { فِيۤ }: جملة { أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ }: مضت { مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ * وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ }: حين يقرؤه محمد صلى الله عليه وسلم { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ }: عارضوه بنحو الشعر والمكاء والصفير، من لغا إذا خلط الكلام، أولغا: إذا تكلم { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }: فيسكت { فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: أي: لنذيقنهم { عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ }: جزاء { أَسْوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ }: كما مر { ذَلِكَ }: الجزاء { جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ }: بيانه { ٱلنَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ }: الإقامة يجزون { جَزَآءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ * وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ }: في النار { رَبَّنَآ أَرِنَا }: نوعي الشيطان { ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ }: أوهما إبليس وقابيل سنا الفساد { نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا }: ندسها انتقاما { لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ }: ذُلًّا { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ }: في العمل { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ }: عند الموت وفي القبر والبعث { أَلاَّ تَخَافُواْ }: ما تقدمون عليه { وَلاَ تَحْزَنُواْ }: على ما خلفتموه { وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }: بقول: لا إله إلَّا الله { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }: بإلهام الخير { وَفِي ٱلآخِرَةِ }: بالكرامة والشفاعة { وَلَكُمْ فِيهَا }: في الآخرة { مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ }: تطلبون حال كون المذكور { نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }: فكيف بضيافتكم { وَمَنْ }: أي: لا { أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ }: بطاعته { وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ }: مفاخرة به، الآية عاملة أو في المؤذنين { وَلاَ تَسْتَوِي ٱلْحَسَنَةُ وَلاَ ٱلسَّيِّئَةُ }: في الجزاء { ٱدْفَعْ }: السئية { بِٱلَّتِي }: بالخصلة التي { هِيَ أَحْسَنُ }: الغضب، مثلاً بالصبر والإساءة بالعفو، وقيل: هو التبسم عند اللقاء وهو فرد منه { فَإِذَا }: فعلته صار { ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ }: صديق { حَمِيمٌ }: شفيق، كابي سفيان ابن حرب مع النبي صلى الله عليه وسلم { وَمَا يُلَقَّاهَا }: يؤتى هذه الخصلة { إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ }: على مخالفة النفس { وَمَا يُلَقَّاهَآ }: يؤُتى هذه الخصة { إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }: من كمال النفس { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ }: يَنْخَسك { مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ }: نازع، مجاز عن وسوسته، يصرفك عن هذه الخصلة { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ }: من شره { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ }: لاستعاذتك { ٱلْعَلِيمُ }: بنيتك { وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلَّيلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ }: الآيات الأربع { إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ }: عن الامتثال { فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ }: من الملائكة { يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ }: أي: دائما { وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ }: يملون