الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ حـمۤ } * { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } * { غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ ذِي ٱلطَّوْلِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } * { مَا يُجَادِلُ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } * { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } * { ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } * { قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } * { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ } * { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ } * { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } * { يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } * { ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ }

إلَّا:إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ } [غافر: 56] الآيتين. ولما بين مرجعي المؤمنين والكافرين ذكر أنه غافر الذنب وقابل التوب استدعاء للكافر إلى الإيمان فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * حـمۤ }: كما مر { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ }: كائن { مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ }: في ملكه { ٱلْعَلِيمِ }: بخلقه { غَافِرِ ٱلذَّنبِ }: لمن شاء { وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ }: لمن تاب { شَدِيدِ }: أي: مشدد { ٱلْعِقَابِ }: أو شديد عقابه { ذِي ٱلطَّوْلِ }: أي: التفضل أو الفضل والوصف في الكل للدوام، وأفاد بتوحيد صفة القهر فقط سبق الرحمة، وبالواو: رفع توهم اتحاد الوصفين، إذ الذنب في الأول باق دون الثاني { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }: للجزاء { مَا يُجَادِلُ }: بالطعن { فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: وأما الجدال فيه لحل عقده ونحو ذلك فمن أعظم الطاعات، ولذا في الحديث: " إن جدالا في القرآن كفر " بالتنكر، وإذا كانو كافرين { فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي ٱلْبِلاَدِ }: ممهلين سالمين فإن عاقبتهم كمن قبلهم { كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ }: كعاد وثمود { مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ }: قصدت { كُـلُّ أُمَّةٍ }: منهم { بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ }: ليأسروه للقتل وغيره { وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ }: ليزيلوا { بِهِ ٱلْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ }: بالإهلاك { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }: لهم { وَكَذَلِكَ }: الحق { حَقَّتْ }: وجبت { كَلِمَةُ }: وعيد { رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ }: بدل من كلمة { أَصْحَابُ ٱلنَّارِ * ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ }: الكروبيون { يُسَبِّحُونَ }: ملتبسين { بِحَمْدِ رَبِّهِمْ }: بقول: سبحان الله وبحمده { وَيُؤْمِنُونَ بِهِ }: وصفهم بالإيمان لتعظيمه، ولأن مساق الآية له { وَيَسْتَغْفِرُونَ }: بالشفاعة { لِلَّذِينَ آمَنُواْ }: للمناسبة الإيمانية بينهم قائلين: { رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ }: من الشرك { وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ }: الحق { وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَ }: أدخل { مَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ }: أي: ساو بينهم ليتم سرورهم { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ }: في ملكه { ٱلْحَكِيمُ }: في فعله { وَقِهِمُ }: جزاء { ٱلسَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ }: تقيه { ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ }: القيامة { فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ }: الرحم { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ }: في القيامة { لَمَقْتُ }: لبغض { ٱللَّهِ }: إياكم بكفركم { أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ }: بعضكم بعضا عند معاينة العذاب { إِذْ تُدْعَوْنَ }: بمقتهم أنفسهم { إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ * قَالُواْ }: يا { رَبَّنَآ أَمَتَّنَا }: إماتتين { ٱثْنَتَيْنِ }: أي: في كونهم نطفا من باب صغر البعوض، وفي أجلهم أو في القبر { وَأَحْيَيْتَنَا }: إحيائتين { ٱثْنَتَيْنِ }: في الدنيا والبعث أو في القبر والبعث { فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ }: من النار { مِّن سَبِيلٍ }: فنسلكه فيقال لهم: { ذَلِكُم }: العذاب { بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ }: بالتوحد { كَـفَرْتُمْ }: به { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ }: بالإشراك { فَٱلْحُكْمُ }: في عذابكم الأبدي { للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ }: من أن يشرك به { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ }: الدالة على توحيده { وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً }: بالمطر { وَمَا يَتَذَكَّرُ }: بها { إِلاَّ مَن يُنِيبُ }: يرجع إلى الله تعالى لا المعرض { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ }: من الرياء { لَهُ ٱلدِّينَ }: العبادة { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ }: إخلاصكم هو { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ }: أي: مراتب خلقه أو مراتب كماله بحيث لا يظهر دونه كمال { ذُو ٱلْعَرْشِ }: الذي هو أصل العالم الجسماني { يُلْقِي ٱلرُّوحَ }: الوحي أو جبريل { مِنْ أَمْرِهِ }: قضائه { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ }: فيجعله نبيا { لِيُنذِرَ }: النبي { يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ }: القيامة، تتلاقى الخلائق فيه { يَوْمَ هُم بَارِزُونَ }: من قبورهم { لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ }: من أحوالهم { شَيْءٌ }: أي: على اعتقادهم، فيقول تعالى بين النفختين أو في القيامة { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ }: فيجيب بعد أربعين سنة { لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ * ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }: يحاسب الكل في قدر نصف نهارنا بالنسبة إلى المؤمن { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ }: القريبة، يعني القيامة { إِذِ ٱلْقُلُوبُ }: ترتفع { لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ }: خوفا كما مر { كَاظِمِينَ }: ممتلئين كربا جمع ضميرها لأن الكظم فعل العقلاء { مَا لِلظَّالِمِينَ }: أي: لهم { مِنْ حَمِيمٍ }: محب { وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ }: لا مفهوم له أو على زعمهم هؤلاء شفعاؤنا