{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ }: إبطال { آيَاتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ }: أي: كيف { يُصْرَفُونَ }: عن تصديقها { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ }: القرآن { وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا }: من الشرائع { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }: وباله { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ }: أتى بإذ لتحققه { يُسْحَبُونَ }: يجرون بها { فِي ٱلْحَمِيمِ }: جهنم { ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ }: يحرقون بها { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ }: تقريعًا: { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ }: به { مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا }: وهذا قبل أن يقرنوا بآلهتهم { بَل }: بان لنا أن { لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً }: يعتد به { كَذَلِكَ }: الظَّلالُ { يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ }: عما ينفعهم في الآخرة، ثم يقال لهم: { ذَلِكُمْ }: العذاب { بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ }: من الشرك ونحوه { وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ }: تتوسعون في الفرح { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ }: طبقاتها السبع المقسومة لكم { خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى }: مأوى { ٱلْمُتَكَبِّرِينَ * فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ }: بعذابهم { حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ }: " ما " صلة، أي: إن نريك بعض الذي نعدهم كقتلهم وأسرهم فذاك { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ }: قبل { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ }: فنجازيهم { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ }: في الحديث: " كلهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا والرسل منهم ثلاثمائة وخمسة عشر " { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ }: منهم { أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ }: مقترحة { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ }: بإنجائهم { قُضِيَ بِٱلْحَقِّ }: بينهم وبين مكذبيهم { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ }: أي: ظهر خسرانهم { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَنْعَامَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا }: من جنسها كالأبل { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }: كالغنم، غير النظم، لأن الأكل ضروري وللفرق بين المنفعة والعين والفواصل { وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ }: الدر وغيره { وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ }: من السفرة وغيره { وَعَلَيْهَا }: في البر { وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ * وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ }: الدالة على كمال قدرته { فَأَيَّ }: آية من { آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ * أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ }: أي: من قريش { وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً }: من القصور ونحوها { فِي ٱلأَرْضِ فَمَآ أَغْنَىٰ }: أي: دفع { عَنْهُم }: العذاب { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ }: من المعجزات { فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ }: على زعمهم أي: عقائدهم الفاسدة، وسخروا بعلم الرسل { وَحَاقَ }: نزل { بِهِم }: وبال { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَلَمَّا رَأَوْاْ }: عاينوا { بَأْسَنَا }: شدة عذابنا { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ }: من الأصنام { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ ٱللَّهِ }: أي: لسنته { ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ }: مضت { فِي عِبَادِهِ }: من أنه لا يقبل الإيمان وقت نزول العذاب { وَخَسِرَ هُنَالِكَ }: وقت رؤيته { ٱلْكَافِرُونَ }: أي: ظهر خسرانهم حينئذ - واللهُ أعْلَمُ بالصّواب.