الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } * { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } * { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ ٱلْعَـذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلْخِزْيَ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } * { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } * { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ٱلْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }

{ أَفَمَن شَرَحَ }: أي: وسع { ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ }: بقبوله كحمزة وعلي رضي الله تعالى عنهما { فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ }: يهتدي به كمن قسى قلبه { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن }: ترك { ذِكْرِ ٱللَّهِ }: أو من أجله يعني إذا ذكر الله أو آياته عندهم، اشمأزوا كأبي لهب وولده { أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ }: القرآن { كِتَاباً مُّتَشَابِهاً }: بعضه بعضا في البلاغة وغيرها { مَّثَانِيَ }: مكررة الأحكام وغيرها كما مر { تَقْشَعِرُّ }: تنقبض { مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ }: هذا مثل في شدة الخوف { ثُمَّ تَلِينُ }: تسكن { جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ }: عند تلاوته متأملا، أي: يكونون بين الخوف والرجاء، وذكر القلوب لتقدم الخشية التي هي من عوارضها، وأفاد بإطلاقه بلا ذكر رجمة أن أصل أمره الرحمة { ذَلِكَ }: الكتاب { هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ }: لأنه يده مغلولة { سُوۤءَ }: أي: أشد { ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ }: كمنْ أَمِنَ مِنْهُ { وَ }: قد { قِيلَ لِلظَّالِمِينَ }: أي: لهم { ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ * كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }: رسلهم { فَأَتَاهُمُ ٱلْعَـذَابُ مِنْ حَيْثُ }: أي: جهة { لاَ يَشْعُرُونَ }: إتيان منه فاعتبروا { فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلْخِزْيَ }: الذل من المسخ وغيره { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ }: لهم { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }: لاعتبروا { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا }: جعلنا { لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ }: يحتاج إليه { لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ }: اختلال، كما مر { لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }: به { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً }: للمشرك والمخلص { رَّجُلاً }: بدل منه أي: عبدا { فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ }: متنازعون في استخدامه وهو متحير في الاعتماد على واحد منهم كعابد الصنم المتوزع قلبه لها { وَرَجُلاً سَلَماً }: خالصًا { لِّرَجُلٍ }: واحد يخدمه ويتعتمدُ عليه { هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً }: صفة { ٱلْحَمْدُ للَّهِ }: وحده لأنه المنعم الحقيقى { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }: فيشركون من جهلهم { إِنَّكَ }: يا محمد { مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ }: كلكم في عداد الموتى فلا شماته فيه، نزلت لما استبطأوا موته صلى الله عليه وسلم { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }: في التبليغ والتكذيب