الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ } * { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ } * { طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ } * { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } * { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } * { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } * { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ } * { فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } * { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } * { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَاقِينَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } * { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ } * { إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } * { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ } * { أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ } * { فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ } * { فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } * { فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ } * { فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ } * { مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ } * { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ } * { فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ } * { قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } * { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } * { قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ } * { فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ } * { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ } * { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ } * { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } * { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } * { وَنَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ } * { قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ } * { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } * { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ }

{ إِنَّا جَعَلْنَٰهَا فِتْنَةً }: ابتلاء { لِّلظَّٰلِمِينَ }: لإنكارهم نباتها في النار { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ }: قعْر { ٱلْجَحِيمِ }: وأغصانها تصل إلى دركتها { طَلْعُهَا }: ثمرها في تناهي القبح { كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ }: الحيات القبيحة، أو تشبيه تخييلي { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا }: طلعها { فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ }: للجوع أو الجبر على أكلها { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا }: بعد شبعهم منها وعطشهم { لَشَوْباً }: شرابا من عساق أو صديد مشوبا بماء { مِنْ حَمِيمٍ }: ماء حار يقطع أمعاءهم { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى }: أصل { ٱلْجَحِيمِ }: فإنهما كانا نزلا قبل دخولها { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ }: وجدوا { آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ * فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ }: يسرعون شديدا كناية عن مبادرتهم إليه بلا نظر { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ }: قبل قومك { أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ }: رسلا { مُّنذِرِينَ * فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ }: فظاعة { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ }: المنتهين بالإنذار { وَلَقَدْ نَادَانَا }: دعانا { نُوحٌ }: بعد يأسه بقوله:أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } [القمر: 10] { فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ }: نحن { وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ }: الغرق أو الأذية { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَاقِينَ }: سام أبو العرب وفارس والروم، وحام أبو السودان، ويافث أبو الترك، ويأجوج ومأجوج { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ }: إلى القيامة أي: يقولون: { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ }: أى هذه الكلمة { فِي ٱلْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ }: الجزاء { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }: تعليل إحسانه بالإيمان، إجلالا لشأن الإيمان { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ * وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ }: ممن شايعه في أصوله دينه { لإِبْرَاهِيمَ }: بينهما الف ومائة واثنتان وأربعون سنة، وبعث بينهما هود وصالح، اذكر { إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }: من النقائص { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ }: إنكارا { مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ }: أي: أتريدونها للعبادة دون الله للإفك { فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }: هل يترككم بلا عذاب مع شرككم، فخرجوا إلى عيدهم وتركوا طعامهم ع أصنامهم ليرجعوا ويأكلو تبركا وقالوا له أخرج معنا { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي }: علم { ٱلنُّجُومِ }: إذ كانوا منجمين { فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ }: سأسقم بالطاعون أوهمهم أنه استدل بها ليسمعوا منه أو كان عام النجوم حقًّا من النبوة ثم نسخ، بل النسخ في الأحكام { فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ }: هاربين مخافة العدوى { فَرَاغَ }: ذهب خفيةً { إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ }: لهم سخرية: { أَلا تَأْكُلُونَ }: من هذه الأطعمة { مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ * فَرَاغَ }: أقبل خفية { عَلَيْهِمْ }: يضرب { ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ }: لقوة اليمين أو بالقسم وهو:وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ } [الأنبياء: 57] فكسرها فبلغ قومه { فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ }: أي: إلى إبراهيم بعد رجوعهم { يَزِفُّونَ }: يسرعون وقالوا: أأنت تكسر معبودنا { قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }: تعلمونه أو عملكم، يعني معمولكم، إذ جوهره بخلقه وشكله بإقداره غياهم عليه أو بمعنى الحدث، ويدل على خلق الأعمال، ويرجع عل الأولين بعدم الحذف والمجاز { قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً }: حائطاً طوله ثلاثون وعرضه عشرون، واملئوه حطباً واضرموه بالنار { فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ }: النار الشديدة، فألقوه فيها { فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً }: شرا { فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ }: الأذلين بإبطال كيدهم وإعزازه { وَقَالَ }: بعد خروجه منها: { إِنِّي ذَاهِبٌ }: مهاجر { إِلَىٰ }: حيث أمرني { رَبِّي سَيَهْدِينِ }: إلى صلاحي، بت القول لسبق وعده، وأما قول موسى:

السابقالتالي
2