* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد
{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ }: بالنبوة وغيرها { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ }: ظلم فرعون { وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ }: على القبط { وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ }: البليغ البيان { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ إِلْيَاسَ }: ابن ياسين سبط هارون، وقيل: هو إدريس { لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }: اذكر { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ }: عذاب الله { أَتَدْعُونَ بَعْلاً }: تعبدون صنم أهل بك من الشام { وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ * ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ }: في النار { إِلاَّ }: استثناء من الواو { عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ }: لغة في إلياس كميكائيل، وميكال، أو المراد هو وأهله، جمع تغليبا كمهلبين للمهلب، وعلى قراءة آل مفصولا فالأظهر أن المراد إلياس، وأهله { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }: اذكر { إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عَجُوزاً }: امرأته { فِي ٱلْغَابِرِينَ }: الباقين في العذاب { ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلآخَرِينَ }: كما مر { وَإِنَّكُمْ }: يا قريش { لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ }: على آثارهم في سفركم إلى الشام { مُّصْبِحِينَ }: في الصباح { وَبِٱلَّيلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }: فتعتبرون { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ }: هرب بلا إذن ربه حين استبطأَ العذاب الذي وعد قومه { إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ }: المملوء فركدت، فقيل هنا: عبد آبق تظهره القرعة { فَسَاهَمَ }: قارع أهله { فَكَانَ }: فصار { مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ }: المغلوبين بالقرعة فقال: أنا الآبق ورمى بنفسه في الماء { فَٱلْتَقَمَهُ }: ابتلعه { ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ }: نفسه بما فعل قائلاً: " لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين " وَمَكث أربعين يوما وقيل: غير ذلك وكان الحوت يسير من الفلك رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح حتى انتهوا إلى البر { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ }: بذلك { لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ }: ميتا أو حيا { إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ }: فيه حث على إكثار الذكر { فَنَبَذْنَاهُ }: طرحناه من بطنه { بِٱلْعَرَآءِ }: الأرض الخالية عن النبات { وَهُوَ سَقِيمٌ }: كطفل ولد { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ }: هو ما يبسط على وجه الأرض بلا ساق والمراد القرع، نبتَ بساق مُعجزةً له، وغطاه بأوراقه فمنع الذباب فإنه لا يقع عليها، وكانت وعلة تأتيه كل يوم مرتين لشرب لبنها حتى قوي { وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ }: قومه الذي هرب عنهم { أَوْ يَزِيدُونَ }: في تقديرهم، والمواد: الوصف بالكثرة كما مر { فَآمَنُواْ }: عند معاينة العذاب كما مر في يونس { فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ }: أجلهم { فَٱسْتَفْتِهِمْ }: استخبر قريشا، عطف على مثله أول السورة { أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ }: إذ قالوا: الملائكة بنات الله حتى سألهم الصديق رضي الله تعالى عنه فمن أمهم { وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ }: كما مر في النحل { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ }: أنوثتهم، خصها بالمشاهدة لتشبههم بها، كأنهم شاهدوها { أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }: فيه { أَصْطَفَى }: اختار { ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }: بهذا { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ * فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ }: المنزل عليكم بهذا { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ }: تعالى { وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ }: الملائكة المجتنة من الخلق { نَسَباً }: بالنبوة، وقيل: قالوا: صاهر الجن فخرج الملكُ { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ }: أي: القائلون { لَمُحْضَرُونَ }: في العذاب { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلاَّ }: لكن { عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ }: ناجون منه { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ }: من الأصنام { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ }: مفسدين أحدا بالإغواء { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ }: داخل { ٱلْجَحِيمِ }: ويقول الملك خضوعا لله عز وجل { وَمَا مِنَّآ }: أحد { إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ }: في السماء يبعد الله فيه، قاله جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ }: في مقام العبودية { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبِّحُونَ }: الله تعالى عما لا يليق به { وَإِن }: إنه { كَانُواْ }: قريش { لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً }: كتابا { مِّنَ }: كتب { ٱلأَوَّلِينَ * لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ * فَكَفَرُواْ بِهِ }: بالِّكر القرآن لما جاءهم { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }: عاقبتهم { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا }: بالنصر { لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ }: هي { إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ }: عاقبة ولو في الآخرة ولم يقتل قط نبي أُمِر بالجهاد { فَتَوَلَّ }: أعرض { عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ }: ينصرك عليهم { وَأَبْصِرْهُمْ }: حينئذ كيف يذلون { فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ }: عزك، فقالوا استهزاءً: متى هذا الوعد فنزل { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ }: أي: فنائهم هي كناية عم القوم { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ }: استعير من الصباح الجيش المبيت لوقت نزول العذاب وسموا الغارة صباحا لكثرة وقوعها فيه { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ * وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ }: كرره تأكيدا وتهديدا وطرح الضمير اختصارا واكتفاء بما سبق { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ }: الإضافة لأن له العزة ولمن أعزه { عَمَّا يَصِفُونَ }: المشركون { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ }: الذين سبقت الكلمة لهم { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }: على ما أنعم عليهم وعلى أممهم.