الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ } * { لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } * { سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } * { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } * { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ } * { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } * { وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } * { وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ } * { إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } * { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } * { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } * { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } * { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ } * { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } * { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }

{ وَآيَةٌ }: عظيمة { لَّهُمُ }: على البعث { ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا }: بالماء { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً }: جنسه { فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ }: أفهم بتقديم الصلة أن الحب معظم ما يعاش به { وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ }: آثرها على المثمر لمزيد نفع شجرها { وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ * لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ }: ثمر، المذكور، وبالتضمين لغة فيها أو جمع { وَ }: من { مَا َمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ }: لا الثمر كالدبس أو { مَا }: نافية { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ }: الأصناف { كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ }: ذكورا وإناثا { وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ }: من الخلق { وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ }: نزيل { مِنْهُ }: من مكانه { ٱلنَّهَارَ }: استعارة من سلخ الشاة { فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ }: داخلون في الظلمة { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ }: أي: مستقر { لَّهَـا }: وهو تحت العرش على كيفية يعلمها الله تعالى، أو إلى حد معين ينتهي إليه دورها من فلكها آخر السنة، أو إلى منقطع جريها في القيامة { ذَلِكَ }: الجري على هذا الاسلوب { تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ }: الغالب بقدرته { ٱلْعَلِيمِ }: بخلقه { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ }: أي: مسيره في { مَنَازِلَ }: الثمانية والعشرين كل ليلة في واحد منها فإذا كان في آخرها وهو منزله قبل الإجتماع دقَّ وتقوَّس واصفر { حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ }: عود الشماريخ { ٱلْقَدِيمِ }: العتيق { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي }: أي: يصُّح { لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ }: في سرعة سيره فإنه يخل بتكون النباتات وغيرها، وأفهم لإيْلاءِ " لَا " لها دون الفعل أن حركتها بالتسخير لا بإرادتها { وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ }: فيفوته لكن يعاقبه لمصالحكم { وَكُلٌّ }: أي: منهما ومن النجوم { فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }: يسرعون كالسابح، وجمع باعتبار كثرة اختلاف أحوالهما، وجمع جمع العقلاء لأنهم يسبحون { وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ }: المبعوثين إلى تجاراتهم { فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ }: المملوء إنما خصهم لأن استقرارهم فيها أخص وأعجب { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ }: كالإبل والزوارق { مَا يَرْكَبُونَ }: أو هو فلك نوح، والذرية حملوا في أصلاب آبائهم، وتخصيص الذرية لأنه ابلغ في الامتنان مع الإيجاز، مثله مثل السفن { وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ }: أي: مغيث أو استغاثة { لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ }: ينجون { إِلاَّ رَحْمَةً }: إلا لرحمة { مِّنَّا وَمَتَاعاً }: بالحياة { إِلَىٰ حِينٍ }: أجلهم { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ }: أي: عذاب الدنيا والآخرة، أو عكسه أو متقدم الذنوب ومتأخرها { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }: راجين رحمة الله تعالى، وجوابه: أعرضوا، الدال عليه { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ }: القائل فقراء المؤمنين لأغنياء قريش { أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ }: تهكما بتعليقهم الأمور بمشيئة الله تعالى { أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ }: ما { أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }: بأمركم لمخالفة مشيئة الله سبحانه { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ }: البعث { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }: قال تعالى: { مَا يَنظُرُونَ }: ينتظرون { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً }:النفخة الأولى { تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ }: يختصمون في معاملاتهم غافلين عن القيامة { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ }: لموتهم في الحال { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ }: نفخة البعث، وما بينهما أربعون سنة { فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ }: القبور { إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ }: يسرعون { قَالُواْ }: كفارهم حينئذ: { يٰوَيْلَنَا }: هلاكنا احضر فهذا أوانك { مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا }: يظنونه نوماً لأن العذاب يرفع بين النفختين { هَذَا مَا وَعَدَ }: نا { ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ * إِن }: أي: ما { كَانَتْ }: الفعلة { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ }: فلا يعسر علينا { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً }: من الظلم { وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ }: جزاء { مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ }: بعد دخولها { فِي شُغُلٍ }: عظيم من البَهجة واللذة { فَاكِهُونَ }: مُتلذذون، أو الفكاهة، حديث ذوي الأنْس والفكهُ: الذي يتفكه بما يأكل { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ }: لا تصيبهم شمس، جمع ظل أو ظلة { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ }: جمع أريكة، سرير مزين { مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ }: أنواعها { وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ }: يتمنون { سَلاَمٌ }: يقال لهم قولا كائنا { مِّن }: جهة { رَّبٍّ رَّحِيمٍ }: إذ يقول الله تعالى: سلام عليكم يا أهل الجنة، وهو بشارة لهم بالسلامة أبدا