الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { وَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَـرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } * { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } * { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُواْ مَا هَـٰذَا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُكُمْ وَقَالُواْ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } * { وَمَآ آتَيْنَاهُمْ مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ } * { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَآ ءَاتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُواْ رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } * { قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } * { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } * { قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } * { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ ٱهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } * { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ مِن قَـبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ }

{ وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِٱلَّتِي }: بالخصلة التي { تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ }: قربة { إِلاَّ }: استثناء { مَنْ }: كم { آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً }: فإن نفقته خير وولد الصالح يقربانه { فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ }: من الحسنات من عشر إلى سبعمائة إلى أكثر { وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ }: من الجنة { آمِنُونَ }: من المكاره { وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِيۤ }: إبطال { آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ }: مقدرين عجزنا { أُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ }: لمن يشاء، كما مر في الروم { وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ }: لوجهه { فَهُوَ يُخْلِفُهُ }: يعوضه عاجلا أو آجلا { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ }: لأنه يرزق بلا عوض وغرض { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ }: الكفرة { جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ }: توبيخا لهم { لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ }: تنزيها لك عن الشريك { أَنتَ وَلِيُّنَا }: نواليك فقط { مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ }: بإطاعتهم { أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ }: مصدقون فيما يقولون لهم { فَٱلْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ }: المعبدون { لِبَعْضٍ }: العابدين { نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ }: الكفرة { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا }: القرآنية { بَيِّنَاتٍ قَالُواْ مَا هَـٰذَا }: الذي يقرؤهُ { إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُكُمْ وَقَالُواْ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى }: على الله تعالى { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقِّ }: القرآن { لَمَّا جَآءَهُمْ إِنْ }: ما { هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }: ظاهر سحريته لاعجازه وتأثيره في النفوس { وَمَآ آتَيْنَاهُمْ }: أي: قريشا { مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا }: كاليهود { وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ }: فبأي شبهة يكذبونك؟ { وَكَذَّبَ }: الكفار { الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ وَمَا بَلَغُواْ }: هؤلاء { مِعْشَارَ }: عشر { مَآ ءَاتَيْنَاهُمْ }: من المال والعمر والقوة { فَكَذَّبُواْ رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }: إنكاري عليهم بتدميرهم، وكذب الأول للتكثير أو مطلق والثاني للتكذيب أو مقيد فلا تكرار { قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ }: من الخصائل { أَن تَقُومُواْ }: تتبصروا في أمر محمد صلى الله عليه وسلم خالصا { لِلَّهِ }: بلا تقليد ومراء { مَثْنَىٰ }: في المناظرة { وَفُرَادَىٰ }: في التفكير، فإن الازدحام بشوش الخاطر { ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ مَا }: أي: شيء { بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ }: جنون { إِنْ }: أي: ما { هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ }: قدام { عَذَابٍ شَدِيدٍ * قُلْ مَا }: أي: شيء { سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ }: على الرسالة { فَهُوَ لَكُمْ }: لا أطمع { إِنْ }: أي: ما { أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }: فيعلم صدقي { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ }: يلقيه إلى رسله هو { عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ * قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ }: الإسلام { وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ }: كناية عن زهوقه، أو لا تُنْشيء آلهتكم شيئًا، ولا تعيده { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي }: وباله عليها { وَإِنِ ٱهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي }: اهتديت { إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }: يدرك أقوالنا وأفعالنا { وَلَوْ تَرَىٰ }: الكفار { إِذْ فَزِعُواْ }: في البعث لرأيت فظيعا { فَلاَ فَوْتَ }: لهم منا { وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ }: من قبورهم، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أنه في خسف البيداء { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ }: أي: بمحمد الدال عليه صاحبكم { وَأَنَّىٰ }: من أين { لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ }: تناول الإيمان سهلا { مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }: أي: الاخرة ومحلّه الدنيا { وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ مِن قَـبْلُ }: في الدنيا { وَيَقْذِفُونَ }: يرمون { بِٱلْغَيْبِ }: أي: رمي من يرمي إلى ما غاب عنه { مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }: لا يمكن لحوقه وهي رميهم النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالسحر والكهانة { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم }: أشباههم الكفرة { مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ }: موقع في الريبة، أو ذي ريب نحو شعر شاعر.